قد يلجأ الإنسان لسد بعض احتياجاته وأمراضه النفسيّة ورغباته المكبوتة فتراه يغمر قلبه بالجهل والظلم، ويبدأ بالتعالي والتجبُّر .والأخلاق هي انعكَاسات النفسِ عَلى صاحبِها، ومَبعث يَنبوعِها، فِي استقَامتها وانحِرافِها..
التكبر داء ، وشعورٌ مصدرهُ النَقص لا الثقَة. ربما يغترُ الإنسانُ بكَثرة ماله أو حسن جماله أو قوَة سُلطتهِ، ولَم يفقَه يَوماً بأنَ دوامَ الحالِ مِن المُحال, لماذا لا يدرك البعض حجمه الحقيقي قبل أن يطغى , لماذا لا ينظر للأرض من الأعلى ويتَفَكر..
” الأبنية العالية والعمران المهيب، قلاعٌ و جسورٌ وأنهارٌ وبحار لا تتجاوز عقلة الإصبع فيما إذا تم النظر إليها من مكانٍ مرتفع، فما بالك ب حالُ الإنسان الذي لا يُمكن رؤيته من على ارتفاعٍ متواضع!!
إنني أؤمن كثيرا بحقيقةِ الأحجام وقيمتها في الكون، وأن الإنسانَ المخلوقَ الذي كرمه الله بالعقل والمنطق والمشاعر ما هو إلا أدنى من حجم ذرةٍ في فضاءٍ رَحِب، وومع هذا ورغم صغر حجمه ذاك، يعيث الفساد ويظلم ويضرب بيدٍ من قسوة، ويتكبر ويعلو على غيره، مع أنه من على ارتفاعٍ بسيط لا يُرى، ولا يُذكر!! وربما يتلاشى
عجيب كيف يقود الفرد نفسهُ بنفسهِ إلى الهلاك.. كفاكَ جهلاً
يَقولُ اللهُ تَعالى في سُورة الأعرَاف، آيَة رقَم (146) “سَأَصْرِفُ عَنْ آيَاتِيَ الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ”
نحتاجُ بين فترةٍ وأُخرى أن نرى الحياة من فوق، كيف يتحول العملاق فيها إلى فراغٍ صغير يملأُ الإبهام والسبابة عند اقترابهما من بعض.
لعلَّ هذه الارتفاعات تعلمنا التواضعَ ..تعلمنا البساطة ومعرفة حجمنا الفعلي أكثر..
ختام القول :
وَلا تَمشِ فوقَ الأرضِ إلا تَواضُعاً فكَم تحتَها قومٌ همُ منكَ أرفَع… فَإِن كنتَ في عزِّ وخير ومنعة فكم ماتَ من قومٍ منكَ أمنعُ.
Views: 27
Discussion about this post