في عالم الرعاية الصحيّة النسائية، تتصدر مشاكل الحوض قائمة القضايا التي يجب التركيز عليها وفهمها بشكل شامل. تُعَد هذه المشاكل من أكثر القضايا الصحية شيوعاً التي تواجهها النساء في مراحل مختلفة من حياتهن، وتتراوح من المشاكل البسيطة إلى الحالات الأكثر تعقيداً.
وحول ذلك تحدثنا إلى الدكتور محمد قطان، استشاري أمراض المسالك البولية النسائية وجراحة الحوض الترميمية وجراحة أمراض النساء الحميدة بالمنظار، في مستشفى دانة الإمارات للنساء والأطفال والذي قدم معلومات شاملة عن هذا الموضوع.
قال الدكتور محمد إن أكثر الحالات التي يشهدها بشكل متكرر في عيادات الجراحة البولية النسائية هي:
- سلس البول الجهدي وهو خروج البول لا إرادياً أثناء القيام ببعض النشاطات أو الجهد كالسعال أو العطاس أو حمل الأشياء الثقيلة أو الضحك أو التمارين الرياضية.
- فرط نشاط المثانة وسلس البول الإلحاحي هي مشكلة شائعة جداً وتسبب في كثير من الأحيان أعراضاً غير مريحة، ويمكن أن تسبب الاندفاع إلى دورة المياه عدة مرات خلال النهار والليل، ويمكن أن تتسبب في بعض الأحيان بتسرب بعض البول قبل الوصول الى دورة المياه.
- هبوط أعضاء الحوض كالرحم والمثانة والمستقيم وقد يكون بسبب ضعف أو أذية عضلات الحوض بسبب الولادات المتكررة والوزن الزائد والتقدم في العمر.
- الألم عند ممارسة العلاقة الزوجية بسبب التشنجات الحادة وغير الطبيعية بعضلات الحوض والتهابات الحوض الحادة أو المزمنة وبطانة الرحم الهاجرة والتهابات المثانة المزمنة أو المتكررة والضمور الجلدي التناسلي بسبب نقص مستوى هرمون الأستروجين عند النساء بعد سن الأمل.
- التهاب المثانة الخلالي ومتلازمة المثانة المؤلمة وهي حالة من الألم أو عدم الراحة عند امتلاء المثانة وقد تسبب الرغبة بالتبول المتكرر المصحوب بالحاجة الملحة لذلك إلى جانب الألم أثناء العلاقة الزوجية.
وهذه بعض المشاكل الشائعة التي قد تواجهها النساء في منطقة الحوض. ومن المهم استشارة الطبيب في حالة وجود أي من هذه المشاكل لتقديم التشخيص الدقيق والعلاج المناسب.
وأوضح الدكتور محمد أن عضلات الحوض لها أهمية كبيرة في دعم الهيكل العظمي للجسم وتعزيز وظائف مختلفة في النظام التناسلي والبولي، وتأثيرها على الصحة العامة يمتد إلى عدة جوانب:
- دعم الأعضاء الداخلية: تساعد عضلات الحوض في دعم الأعضاء الداخلية مثل المثانة والأمعاء والرحم عند النساء. هذا الدعم العضلي يساعد في منع التسرب البولي والبرازي.
- التحكم في عملية الولادة: تلعب عضلات الحوض دوراً هاماً خلال عملية الولادة، إذ تساعد في تمرير الجنين خلال المهبل وتقليل مخاطر الإصابة بالتمزقات الحوضية.
- دعم الجهاز الهضمي: تلعب عضلات الحوض دوراً في دعم الجهاز الهضمي وتحفيز حركة الأمعاء، مما يساعد على الوقاية من مشاكل الجهاز الهضمي مثل الإمساك.
- التحكم في البول والبراز: تسهّل عضلات الحوض التحكم في عمليات التبول والتبرز، وتقلل من مخاطر السلس البولي والتسرب البرازي.
- دعم الجسم والاستقامة: تعزز عضلات الحوض الاستقامة العامة للجسم وتساهم في الوقوف والمشي بشكل صحيح، مما يحد من خطر الإصابة بآلام الظهر والعجز الحركي.
باختصار، فإن عضلات الحوض تلعب دوراً حيوياً في دعم الأعضاء الداخلية وضمان وظائف صحية للجهاز الهضمي، البولي والتناسلي، ويمكن تقوية وتنمية هذه العضلات من خلال التمارين الرياضية المناسبة التي تحسن الصحة العامة وتقلل من مخاطر الإصابة بمشاكل الحوض.
وأضاف الدكتور محمد أنه توجد عدة أعراض وعلامات قد تشير إلى وجود مشاكل صحية في عضلات الحوض عند النساء، ومن بين هذه الأعراض:
- ضعف العضلات الحوضية: قد تعاني بعض النساء من ضعف في عضلات الحوض، مما يؤدي إلى صعوبة في التحكم بالبول والبراز وزيادة خطر التسرب البولي والبرازي.
- ألم في منطقة الحوض: قد تشعر بعض النساء بألم أو ضغط في منطقة الحوض، وقد يتزايد هذا الألم خلال التبول أو الجماع.
- السلس البولي: يمكن أن يكون التسرب البولي أو الشعور بالرغبة الملحة بالتبول بشكل متكرر علامة على مشاكل في عضلات الحوض، وقد يتفاقم هذا الأمر أثناء الضحك أو السعال أو الرياضة.
- التهيج أو الالتهابات المهبلية: قد تسبب مشاكل في عضلات الحوض التهيج المهبلي أو التهابات مثل التهابات الفطريات، والتي قد تزيد من حدة الألم والتوتر في منطقة الحوض.
- صعوبة في الجماع: قد تعاني بعض النساء من صعوبة في الجماع أو الشعور بالألم خلال العلاقة الزوجية نتيجة التشنجات في عضلات الحوض.
- الانغلافات الحوضية: يمكن أن تتسبب الانغلافات الحوضية في آلام في منطقة الحوض أو صعوبة في الحركة، وهي قد تكون علامة على مشاكل في عضلات الحوض.
هذه بعض الأعراض الشائعة التي قد تشير إلى وجود مشاكل في عضلات الحوض عند النساء. من المهم استشارة الطبيب في حالة ظهور أي من هذه الأعراض لتقديم التشخيص الدقيق والعلاج المناسب.
وأكد الدكتور محمد أنه هناك عدة طرق تقليدية لتشخيص مشاكل عضلات الحوض عند النساء، وتشمل الفحوصات والاستقصاءات التالية:
- التاريخ الطبي والمقابلة الطبية: يتضمن التقييم الطبي الجمع بين المعلومات المتعلقة بالتاريخ الصحي للمريضة والأعراض التي تعاني منها، مثل السلس البولي، والألم في منطقة الحوض، والصعوبات في التبرز.
- الفحص البدني: يتضمن فحص الطبيب لمنطقة الحوض والأعضاء التناسلية الخارجية لتحديد أي تغيرات أو تشنجات عضلية.
- يمكن للفحص البدني أيضاً تقييم القوة العضلية والحركة العامة لعضلات الحوض.
- تقييم وظائف الحوض: يمكن استخدام الفحوصات الوظيفية لتقييم قوة ووظائف عضلات الحوض، مثل قياس القوة التقاعدية وتقييم قدرة العضلات على التقلص والاسترخاء.
- الفحوصات التشخيصية الإضافية: قد يتضمن تقييم مشاكل عضلات الحوض الفحوصات التشخيصية الإضافية مثل التصوير بالرنين المغناطيسي أو التصوير بالموجات فوق الصوتية لتحديد أي تغيرات في هيكل الحوض أو انغلاقات حوضية.
- تقييم الوظيفة الحيوية: يمكن أن تتضمن الاستقصاءات التقييم الوظيفي للمهبل والمثانة والأمعاء لتحديد أي تغييرات وظيفية تتعلق بالحوض.
- التقييم البولي: يمكن استخدام الفحوصات البولية مثل تحليل و زرع البول.
- منظار المثانة: يمكن إجراء منظار المثانة لإيجاد تشخيص أو معرفة أسباب الاعراض التالية:
- وجود دم في البول.
- وجود خلايا غريبة في عينة البول.
- التهابات متكررة في المثانة.
- ألم في منطقة المثانة، الإحليل أو ألم عند التبول.
- يمكن استخدامه أيضاً عند القيام بعمليات جراحية مثل استئصال الرحم أو شريط معالجة سلس البول، للتأكد من عدم تضرر المثانة والحالبين. وهذا الفحص مفيد جداً في تشخيص حصوات المثانة، أو وجود دم أو أورام في المثانة أو وجود عيب خلقي في المثانة.
- ديناميكية التبول هو اختبار يقيس قدرة المثانة على تخزين وتمرير البول و يجرى لفحص مشاكل البول وخصوصاً سلس البول الذي قد يصيب المرأة. وهذه المشاكل التي عادة ماتزداد مع تقدم العمر، أو بعد الحمل والولادة أو بعد انقطاع الطمث.
هذه بعض الطرق التقليدية لتشخيص مشاكل عضلات الحوض عند النساء، والتي يمكن أن تساعد في تحديد التشخيص الدقيق والعلاج المناسب للحالة. يجب استشارة الطبيب المختص لتحديد أفضل الخيارات التشخيصية والعلاجية لكل حالة.
ووفقاً للدكتور محمد، هناك عدة خيارات علاجية متوفرة للسيدات اللواتي يعانين من مشاكل صحية في الحوض، وتتضمن هذه العلاجات:
- التغيرات في نمط الحياة: يمكن تحسين أعراض مشاكل عضلات الحوض من خلال التغييرات في نمط الحياة، مثل تحسين التغذية، والمحافظة على وزن صحي، وتجنب التدخين، وممارسة الرياضة بانتظام.
- العلاج الطبيعي والتمارين العضلية: يمكن للتمارين العضلية الموجهة والعلاج الطبيعي تقوية عضلات الحوض وتحسين وظائفها، مما يساعد في تخفيف الأعراض مثل التسرب البولي والألم.
- العلاجات الموجهة نحو التحفيز: تشمل هذه العلاجات الخيارات مثل التحفيز الكهربائي لعضلات الحوض، والتي يمكن أن تساعد في تحسين قوة العضلات والتحكم.
- العلاج الدوائي: قد يستخدم الأطباء بعض الأدوية لعلاج مشاكل عضلات الحوض، مثل مضادات الاكتئاب التي تستخدم لتخفيف الألم وتحسين المزاج، وأدوية معالجة فرط نشاط المثانة بما في ذلك حقن البوتوكس ضمن عضلة المثانة.
- العلاج الجراحي: في بعض الحالات الشديدة والمتقدمة، قد يقترح الطبيب العلاج الجراحي لتصحيح مشاكل عضلات الحوض، مثل تثبيت عضلات الحوض أو استئصال الرحم والجراحة التنظيرية.
هذه بعض العلاجات المتوفرة للسيدات اللواتي يعانين من مشاكل صحية في الحوض. يجب استشارة الطبيب المختص لتحديد العلاج الأنسب لكل حالة بناءً على التشخيص الدقيق والتقدير الطبي للوضع.
- للحفاظ على صحة الحوض عند النساء، أوصى الدكتور محمد ببعض التغييرات في نمط الحياة والإجراءات الوقائية التي يمكن اتخاذها:
- ممارسة التمارين الرياضية القوية: التمارين الرياضية مثل الركض والسباحة ورفع الأثقال يمكن أن تقوي عضلات الحوض وتحسن وظائفها.
- الحفاظ على الوزن الصحي: الحفاظ على وزن صحي من خلال النظام الغذائي المتوازن وممارسة الرياضة بانتظام يمكن أن يقلل من ضغط الحوض ويحسن صحته.
- تجنب رفع لأوزان الثقيلة: تجنب رفع الأشياء الثقيلة بشكل متكرر يمكن أن يقلل من الضغط على عضلات الحوض ويحميها من الإجهاد.
- الحفاظ على نظام هضمي صحي: تناول الألياف وشرب الكثير من الماء يمكن أن يساعد في منع الإمساك والتهابات المثانة، مما يحد من الضغط على الحوض.
- تجنب التدخين: التدخين يمكن أن يزيد من خطر تطور مشاكل في الحوض، بما في ذلك السلس البولي.
- الحفاظ على صحة الجهاز التناسلي: الاهتمام بالنظافة الشخصية، واستخدام الوسائل الصحية النظيفة، يمكن أن يقلل من خطر العدوى والالتهابات التي قد تؤثر على صحة الحوض.
- الحصول على فحص دوري: من الضروري الحصول على فحص دوري للحوض مع طبيب النسائية لتقييم صحة الحوض والتشخيص المبكر لأي مشاكل محتملة.
من خلال اتباع هذه الإجراءات الوقائية وتغيير نمط الحياة، يمكن للنساء الحفاظ على صحة الحوض والوقاية من مشاكل مثل الهبوط الرحمي المهبلي وأمراض السلس البولي.
وأكد الدكتور محمد، العلاج الطبيعي يلعب دوراً هاما في علاج والوقاية من أمراض الحوض عند النساء، ويشمل عدة جوانب:
- تقوية عضلات الحوض: العلاج الطبيعي يشمل تمارين موجهة لتقوية عضلات الحوض، مثل تمارين كيغل وتمارين الانقباض والاسترخاء. وتقوية عضلات الحوض يمكن أن يساعد في تحسين الدعم الحوضي والتحكم في الأعضاء الحوضية مثل المثانة والمهبل.
- تحسين الوظائف الحوضية: العلاج الطبيعي يستهدف تحسين وظائف الحوض بشكل عام، بما في ذلك تحسين التحكم البولي والتحكم البرازي وتحسين الوظائف الجنسية.
- تخفيف الألم: يمكن للعلاج الطبيعي أن يساعد في تخفيف الألم المرتبط بأمراض الحوض، مثل آلام الظهر وآلام الحوض.
- تحسين المرونة والحركة: تقنيات العلاج الطبيعي مثل تمارين الاسترخاء وتمدد الأنسجة يمكن أن تساعد في تحسين المرونة والحركة في منطقة الحوض.
- تعليمات ونصائح: العلاج الطبيعي يشمل تقديم نصائح وتعليمات حول كيفية تحسين وضعية الجسم والتنفس والحركة لتقليل الضغط على الحوض وتحسين الصحة الحوضية.
- الوقاية من الإصابات: بالإضافة إلى العلاج، يمكن للعلاج الطبيعي أن يساعد في تقديم نصائح حول الوقاية من الإصابات في منطقة الحوض، مثل تجنب الأنشطة التي تزيد من ضغط الحوض واستخدام تقنيات الرفع الصحيحة.
باختصار، يلعب العلاج الطبيعي دوراً مهما في علاج والوقاية من أمراض الحوض عند النساء عن طريق تقوية العضلات، تحسين الوظائف الحوضية، تخفيف الألم، تحسين المرونة والحركة، وتقديم النصائح والتعليمات للوقاية من الإصابات.
وهناك بعض الافكار الخاطئة أوضحها الدكتور محمد، والتي قد يصادفها طبيب النسائية في عيادته وممارسته اليومية حول أهمية صحة الحوض عند النساء. من بين هذه الافكار:
- تجاهل أعراض الحوض: بعض النساء قد يتجاهلن أعراض الحوض أو يعتبرنها أموراً طبيعية لا يجب التحدث عنها مع الطبيب، مثل التبول المتكرر أو الألم في منطقة الحوض. قد يكون هذا نتيجة للخجل أو الحرج، أو لعدم فهم النساء للأعراض التي قد تشير إلى مشاكل في الحوض.
- عدم الاهتمام بالتمارين العضلية: قد يعتقد البعض أن تمارين تقوية عضلات الحوض مثل تمارين كيغل ليست مهمة، أو أنها مخصصة فقط للنساء اللواتي تعرضن للحمل والولادة، وهذا ليس صحيحاً فعمل تمارين الحوض يمكن أن يساعد في منع مشاكل مثل تسرب البول وتقليل ألم الحوض.
- الاعتقاد بأن مشاكل الحوض تصيب النساء المسنات فقط: قد يظن البعض أن مشاكل الحوض تحدث فقط للنساء المسنات، بينما يمكن أن تؤثر على النساء في جميع الأعمار بسبب العديد من العوامل مثل الحمل والولادة والتغيرات الهرمونية.
- عدم الاهتمام بالوقاية: يمكن أن يعتقد البعض أن من الصعب تجنب مشاكل الحوض، وأنها لا يمكن الوقاية منها. ومع ذلك، فإن الحفاظ على وزن صحي، وممارسة التمارين الرياضية، والحفاظ على نمط حياة نشط يمكن أن يقلل من خطر تطور مشاكل الحوض.
من خلال التوعية وتقديم المعلومات الصحيحة للنساء، يمكن لطبيب النسائية المساهمة في تغيير هذه الافكار الخاطئة وتشجيع النساء على الاهتمام بصحة حوضهن والبحث عن المساعدة عند الحاجة.
هنا بعض النصائح التي أشار إليها الدكتور محمد ويمكن تقديمها للمريضة التي تسأل عن طرق تحسين صحة الحوض وتجنب المشاكل
المستقبلية:
ممارسة تمارين عضلات الحوض: تعليم النساء سبل ممارسة تمارين عضلات الحوض مثل تمارين كيغل يمكن أن يساعد في تقوية عضلات الحوض وتحسين وظائفها.
الحفاظ على وزن صحي: الحفاظ على وزن صحي من خلال النظام الغذائي الصحي وممارسة الرياضة بانتظام يمكن أن يقلل من الضغط على الحوض ويحسن صحته.
تجنب التدخين: التدخين يمكن أن يزيد من خطر تطور مشاكل في الحوض، بما في ذلك السلس البولي وانسداد الحوض.
تجنب رفع الأوزان الثقيلة: تجنب رفع الأشياء الثقيلة بشكل متكرر يمكن أن يقلل من الضغط على عضلات الحوض ويحميها من الإجهاد.
الاستشارة الطبية الدورية: من الضروري الحصول على فحص دوري مع الطبيب أو النسائي لتقييم صحة الحوض والتشخيص المبكر لأي مشاكل محتملة.
باتباع هذه النصائح واتخاذ إجراءات وقائية، يمكن للنساء الحفاظ على صحة الحوض وتجنب المشاكل المستقبلية المحتملة.
Views: 1
