كم مرة حصلت معك أن تكون تتحدث مع شخص وفجأة تتوقف تحاول أن تتذكر كلمة وتحاول جاهداً ولكن دون
جدوى وترافقك جملة “الكلمة على رأس لساني ولا أستطيع تذكرها “وتشعر وكأن الكلمة اختفت من
قاموسك وعندما يحدث ذلك تلجأ أحيانا إلى بعض المترادفات البديلة أو كلمات قريبة متشابهة أو كلمات على
نفس الوزن للبحث عن الكلمة التي يمكن أن تملأ ذلك الفراغ.
تاريخ الظاهرة
وكل هذه الكلمات التي تضيع منك تندرج تحت النزعة الطبيعية للانسان ونسيانه للأسماء والأشخاص والأماكن
فهذه الظاهرة ليست جديدة على الاطلاق بل تم دراستها قديماً من عام 1915 على يد عالم النفس كارل يونغ
وتعرف هذه الظاهرة الخاصة بعدم القدرة على تذكر الأسماء أو الكلمات المناسبة في اللغة الإنجليزية باسم
“lethologica” (ليثولوجيكا).
وصيغ هذا المصطلح،من اللغة اليونانية الكلاسيكية فالجزء الأول من ذلك المصطلح “lethe”، يعني (نسيان)، أما
الجزء الثاني منه، “logos”، فيعني (كلمة) و هي أحد الأنهار الخمسة المتواجدة بالعالم السفلي تحكي
الأساطير الرومانية والإغريقية أن الشُّرب من هذا النهر يجعل أرواح الموتى تتقمص أجسادًا جديدة تجعلها
تنسى ما حدث لها في حياتها السابقة في العالم السفلي ومن ثم فإن هذه الأنهار الخمسة تشكل حدودًا
فاصلة بين أرض الأحياء وأرض الأموات
ما هي ظاهرة طرف اللسان ؟
عندما تقوم بالتحدث فإن العقل يقوم بتحويل هذه الأفكار الى كلمات والكلمات الى جمل فهذه الترجمة التي
تتم تكون عبر الالاف من الكلمات المحفوظة في الدماغ وبعد اختيار الكلمة المناسبة يتم تحويلها الى أصوات
لتخرج منك الكلمات مرتبة.
ولكن عند حدوث هذه الظاهرة تجد أن كلمة ما ضاعت منك وأضاعت عليك سلاسة الكلام وترتيب الجمل
فيتوقف عقلك عندها محاولاً تذكرها أو ايجاد الكلمات القريبة منها فالكلمات ليست حاضرة وجاهزة كما يخيل
لنا بل تحتاج الى استرجاع وهذه الاسترجاع يحتاج الى كثرة الاستخدام الكلمات وحضورها في الذهن.
سبب ظاهرة طرف اللسان
الكلمات المستخدمة
عدد الكلمات التي موجودة في دماغنا كما ذكرنا لا تعد ولا تحصى فهناك كلمات يتم استخدامها بشكل يومي
وكلمات لا نتكلم بها كثيراً , الكلمات التي لا تُذكر هي عادة الأكثر تعرضاً للنسيان والضياع لأن العقل يربط بين
الكلمة والمعلومة والقدرة على التذكر ترتبط بهذه الصلة.
والأمر لا ينطبق على التي لم يتم ربطها بل أيضاً على الكلمات التي نستخدمها ولكن في نفس الوقت لم يتم
ربطها بما يكفي من المعلومات .
الحالة النفسية
أثبتت الدراسات الحديثة أن مشاعر الحزن والخوف وتذكر المواقف السيئة القديمة وحالات التوتر تسبب تشتت
التركيز وضياع القدرة على التذكر وتبين بأنه كلما كانت المشاعر سلبية كان معدل نسيان الكلمات مرتفعا.
التقدم بالسن
عامل السن الذي يلعب دورا كبيرا في إيجاد صعوبات لتذكر بعض الكلمات، ذلك أن الذاكرة تضعف مع التقدم في
السن ويقل استخدام الكلمات أكثر .
الكافيين
لا شك أن تناول فنجان من القهوة أو الشاي صباحاً ينشط عمل الذاكرة ولكن الدراسات الحديثة أثبتت أن زيادة
تناول الكافيين يجعله يتفاعل مع الناقلات العصبية في الدماغ ويقلل من قدرة الشخص على التذكر مما يسبب
إضعاف لقدرة الشخص على تذكر كلمات معينة مخزنة في الذاكرة القصيرة الأمد.
تعدد اللغات
فالأشخاص اللذين يتحدثون أكثر من لغة واحدة يجدون صعوبة في تذكر كلمات اللغة الأقل استخداما، كما
يواجهون مشكلة في ترجمتها من لغة لأخرى رغم تمكنهم من اللغتين، ذلك أن هناك بالطبع المزيد من
الكلمات التي يفهمها المرء، لكنّه لا يستخدمها في حديثه أو كتاباته بشكل يومي وبالتالي تشكّل تلك
المفردات، غير المستغلة، إطاراً كبيراً للكلمات التي نحاول تذكّرها فلا نستطيع، وهي التي تجعلنا نمرّ بتجربة
النسيان.
ما الذي يجب فعله؟
– في حين نسيانك لكلمة ما اطلب من الشخص الذي أمامك بمساعدتك لزيادة التذكر بذكر التفاصيل او ما يتعلق بالمكان والزمان .
– قم بمراجعة ومطالعة كتب من جميع اللغات التي تتقنها وذلك تجنبا لنسيان العديد من المصطلحات.
ما الذي يجب تجنبه؟
– أن تملأ الكلمة بأي كلمة أخرى بل يجب أن تحاول تذكرها لتجدها .
– لا تبحث عن الكلمة , فقط حاول تذكرها لأنك اذا بحثت عنها ستنساها مرة أخرى .
Views: 0
Discussion about this post