نفحات القلم _ محمد الدواليبي
الجرأة و القوة كانت من الأسباب الرئيسية رفقة الموهبة لتقوم الكاتبة الناشئة جودي الباشا بطرح باكورة أعمالها الروائية التي حملت عنوان “تشتت” في شهر تموز من العام الجاري، و لم يشكل صغر سنها أي عائق لتقدم أدبها فهي من مواليد العام 2005.
تتحدث الرواية عن فتاة وقعت بغرام شاب تعلق بماضيه و بقي أسيراً له و لم يستطع السماح لها أو لأي فتاة أخرى أن تدخل قلبه فهو لا يراها إلا صديقة، تعيش هذه الفتاة حالة صراع مع ذاتها و تمسكها بخيط أمل كي يشعر حبيبها بالميل ناحيتها لكن دون جدوى، و تقدم لنا رابطة الصداقة القوية التي تجمعها بفتاة أخرى و لكن هذه المشاعر النبيلة من صديقتها لم تخرجها من وهنها و ألمها النفسي و الجسدي.
تميزت جودي بهذا العمل من خلال طرحها للمشاعر بأسلوب مميز و تقديمها للرواية بالأسلوب النثري الحديث، دون الإغفال عن التراكيب و الصور البيانية التي تفردت هي بها و ربما تكون هذه الصور ملهمة لكثير من الأدباء حتى يستعملوها.
يتجلى للقارئ بأسلوبها البسيط تأثر الكاتبة بعدة أعمال و اهتمامها بعالم المسرح و الفن، و نجد هذا بعدة تشبيهات و أمثلة طرحتها بسردها الروائي.
ابتعدت أيضاً عن النهايات السينمائية المستهلكة ببعض الأعمال الروائية و بالوقت ذاته قدمتها ببساطة دون وجود عامل الصدمة و بهذا ظهر أسلوبها الخاص في الطرح.
لكن الآنسة باشا وقعت في أمر أغفلته و هو ركن لا يمكن التغاضي عنه في عالم الأدب الروائي، حيث أضاعت وجود الحبكة أو العقدة التي يبنى عليها شد القارئ، فبقيت بسردية مشاعرها من أول صفحة حتى الصفحات العشرون الأخيرة حيث بدأت الأحداث و سرعان ما انتهت بنهاية العمل.
الأديبة الشابة أدلت بتصريح خاص لموقع نفحات القلم مفاده أنها كانت تفضل تقديم روايتها الأولى ورقياً لكن الظروف جعلتها تطرحها ككتاب إلكتروني بصيغة “pdf”، لكنها تنوي تقديم بقية أعمالها في المستقبل بشكل ورقي كما تتمنى.
Views: 0