نفحات القلم _ محمد الدواليبي
الفنان المصري المحبوب “تامر حسني”، لطالما لفت الأنظار بفنه الاستثنائي سواء على صعيد الغناء بصوته العذب، أو من خلال الأدوار التمثيلية التي يؤديها، ولعل الكوميديا كانت الحافز له في مشاريعه على شاشة السينما، دون الإبتعاد عن لقبه “سيد العاطفي”، أي وجود حالات الإحساس والرومانسية في شخصيات أعماله.
يدخل تامر بعالم التأليف والسيناريو من خلال عمل وصفه أنه أهم فيلم في حياته.
(مش أنا)، هو فيلم أدى الفنان الرائع بطولته وهو من تأليفه، ليحدثنا بحبكته وقصته المتميزة عن مرض نادر يصيبه نتيجة جلطة خفيفة في المخ تفقده التحكم بيده، وهنا تدور المشاكل معه خصوصاً في ظل عدم تصديق الكثير من حوله، وقوف حب عمره وصديق الطفولة يرافقهم دعاء والدته إلى جانبه، يصبحون الحافز الأكبر له لدخول مسابقة عالمية بالرسم الذي يتقنه بجدارة، والذي كان لا يقدر كما يستحق، كل هذا الطموح والشغف والدعم النفسي الذي تلقاه تصبح الأسباب الرئيسية للتعايش مع المرض وتحقيق الأحلام.
المخرجة الرائعة “سارة وفيق” جمعت ضمن كادر العمل نجوماً يستحقون كل التقدير، سواء لتاريخهم الحافل أو للأداء المميز الذي قدم بهذا العمل تحديداً.
الممثلون الذين قاموا بتجسيد الشخصيات المطلوبة إن كانوا شخصيات رئيسية أو ضيوف شرف تركوا بصمتهم المعهودة، حلا شيحة وماجد الكدواني رافقا (حسن) طوال الفيلم بنكتهم المختلفة واللطيفة، ولم تبتعد القديرة سوسن بدر عن طبعها المعهود بأسر قلوب الجماهير، مع تقديمها الرائع لدور الأم الحنونة، وبرصانتها السيدة شيرين أدت مهمتها على أكمل وجه، ومن ضيوف الشرف صاحب الضحكة الجميلة محمد عبدالرحمن، وإياد نصار، ومن السعودية شارك المخضرم فايز المالكي.
الملابس كان لها دور مميز جداً ساهم بنجاح الفيلم وهو ما يحسب للرائع رفعت عبدالحكيم، فلكل شخصية ما يناسبها ويناسب بيئتها الاجتماعية ومستواها المادي، دون الوقوع في الإساءة لأصحاب الدخل المحدود وسكان المناطق الفقيرة.
من النقاط الإيجابية للسيناريو إضافة الحبكة التي تجمع الأحبة دون الخلافات الكبيرة أو وجود شخصيات مستهلكة محركة للأحداث، فتتابعت القصص بإنسيابية.
من الطبيعي جداً أن نجد الفيلم الذي عرض بمصر للمرة الأولى بتاريخ 23 حزيران من العام الجاري قد حقق نسبة معجبين وصلت إلى 90٪ من إجمالي المتابعين، كما تمثل ذلك أيضاً بالإيرادات التي تجاوزت 45.5 مليون جنيه بعد عرض العمل.
Views: 0