—-
بمناسبة يوم الّلغة العربيّة العالميّ دعاني مشكورًا رئيس منبر أدباء بلاد الشّام الأستاذ الشّاعر محمد شريم لكتابة كلمة المنبر حول دور أدباء الشّام في الحفاظ على نقاء الّلغة العربيّة وحمايتها فكانت هذه الكلمة الّتي تمّ نشرها في صحيفة “كواليس” الجزائرية الورقيّة في ٢٨ – ١٢ – ٢٠٢١ :
دور الأدباء في حماية لغتنا العربيّة
—-
إن كنّا نحيّي ونحيي هذا اليوم الّذي اتّفق على تسميته باليوم العالميّ للّغة العربيّة ونشدّ شاكرين على يد من كان له الفضل في إطلاقه ليصبح عيدًا سعيدًا عالميًّا لعشّاقها ومحبّيها والمفتخرين بها وأنا في مقدّمتهم
فإنّنا نثمّن أيضًا بروح الشّكر والعرفان دور الّذين حافظوا على نقائها وطردوا عن أجوائها كل ما يلوّثها ويشينها وعملوا جاهدين صادقين غير متوانين على إحيائها وإعادة الدّم إلى شرايينها من الّلغويين والنّحويّين والأدباء والشّعراء الأفذاذ ولا سيّما في بلادنا العامرة بلاد الشّام في العصر الحديث
فهل يمكن نسيان فضل الشّيخ العلّامة بطرس البستاني وقد وضع لها معجمًا من أهمّ معاجمها وهو محيط المحيط؟
أو الشّيخ ابراهيم اليازجي مترجم الكتاب المقدّس إليها
أو الأب لويس معلوف صاحب معجم المنجد وغيرهم كناصيف اليازجي والأب لويس شيخو وأمين نخلة وجبران خليل جبران وميخائيل نعيمة وحسني سبح وخليل السكاكيني وحسن الكرمي و.. و… و…
وهم أكثر بكثيرٍ من يتّسع المقام لذكرهم جميعًا هنا في هذه العجالة
وهي بلا ريبٍ تستحقّ أن تتبوّأ مكانةً ساميةً فريدةً متميّزةً بين لغات العالم لجمالها وجزالتها وقوّتها وجرسها الموسيقيّ الفريد لهذا علينا ونحن نحتفي بيومها الأغرّ ألّا نتقاعس عن دورنا في الحفاظ على جودتها بإنتاج كلّ ما يليق بها من الأعمال الأدبيّة والشِّعريّة والنّحويّة وقطع الطّريق أمام كلّ من يحاول تعكير عذوبتها وطرد جميع المتطفّلين على موائدها وعدم التّساهل مع المسيئين إليها عمدًا أو سهوًا
فلتكن غيرتنا على لغتنا كغيرتنا على كلّ ما هو مقدّسٌ لدينا مجتهدين أن نقدّم كلّ ما يحفظها سالمةً من العيوب وخاليةً من الشّوائب
وأعتقد أنّ منبر بلاد الشّام برئاسة الأستاذ الشّاعر محمد شريم يقوم بما عليه القيام في هذا الصّدد فتحيّة في يوم الّلغة العربيّة لجميع الهيئات والمنظّمات والأفراد الّذين يعملون صادقين مخلصين على خدمتها وإثرائها لتحافظ على شبابها وسيادتها وخلودها
وليقل الكثيرون هنا مثلما قلت يومًا في إحدى قصائدي عنها :
لغتي ولا أحلى ولا أجملْ
من نبعِها الصّافي فمي ينهَلْ
أشجارُ أشعاري تشذِّبُها
لتصيرَ في إثمارِها أكملْ
لا ريحَ لا أمواجَ تجرُفُها
بقواربٍ أبديّةٍ ترحلْ
لغتي ولا أهوى سوى لغتي
إنّي بحقلِ زهورِها أعملْ
—-
القس جوزيف إيليا
أمين سر منبر بلاد الشام
Views: 0