نعمه العبادي
غدا هو الحادي والعشرين من شهر آذار، تسميه مجموعة من الدول والقوميات بعيد نوروز، والذي يعني بداية فصل الربيع المعروف بإعتداله ونمو الزهر والشجر فيه، ويسمى ايضا عيد الشجرة نسبة لإقترانه بالنماء والزرع، وله وصف ثالث هو عيد الأم.
الاقتران بين هذه الاشارات الثلاثة واضح الدلالة، فالزرع والجمال والنماء والأم أسماء تشترك بينها في معظم صفاتها مع ان الام اقرب ان تكون قرينة بعيد الارض، بل عندي بعيد خاص، يروق لي ان اسميه ” عيد الوجود”، فلا شيء يليق بالام إلا ان تكون هي الوجود.
تتعدد تعاريف الأم بعدد مشاعر البشر، ويمكن القول انها بعدد انفاس الخلائق دون مغالاة، فكل أم أيقونة مختلفة في سمائها الخاص، وثريا كونها الاوحدية..
لا يتعلق الحديث عن الام بالعاطفة ولا بخصوصية العلاقة ولا حتى بكل التراث الذي تركته ادبيات الاديان والتوجهات الفكرية عنها، إنما يتعلق الامر بها كنافذة للوجود، ومحل ترجمان عشق الله جل وعلا، فكل ما احبه الله أوجده، وهذا الايجاد يخرج من نافذة وصول الفيض المتمثلة بالأم، فحتى آدم الاول الذي خلق من غير أم واب، له أم معنوية هي (الكلمة والارض)، وهذا بحث لا يدرك بدلائل العلم بل بأدوات العرفان والشهود..
ليست الجنة تحت اقدام الامهات، بل الامهات جنة الله في ارضه، وتجلي وجودهن الاخروي سيكون جنة البقاء والدوام..
الامومة ليست رابطة الولادة البايلوجية، بل هي صلة كونية روحية، لذلك كل النساء أمهات وإن لم يتزوجن..
سلام على إمنا حواء الطاهرة، وعلى أم الايمان والروح فاطمة العظيمة وعلى كل الامهات، وسلام مخصوص لك يا أمي..ينطق به كل وجودي.
Views: 0