تحليل الدكتورة آسية يوسف لقصيدة سيد المطر…
ظاهرة القناع في قصيدة يا سيد المطر :
كتب الشّاعر الكبير د. جليل البيضاني في ديوانه العاشر غرقى في زمن العطش
قصيدة بعنوان : يا سيد المطر
يا سيد المطر
متى تمرُّ نسمةٌ من الجنوب
الشّوق تاه في غياهب الدروب
والراحلون ها هنا توقفوا
و العابرون من هنا نحو الغروب
لم يتركوا أسماءهم …..
لم ينزعوا جلودهم ……
أشرعةً ……
في مجاهلِ الحروب
يا سيد المطر
(جيكور)علقت أولادها
على الصليب
وأصبح المنفى وطن
نبيعُ خوفنا
وكلّ ما نملكهُ من عقلنا
لنشتري كفن
يا سيد المطر
لم يعد للعشق معنى
حين مرّ الشّوق
من تحتِ شبابيك (وفيقة )
لم يعد في الروح معنى
وصلاةُ الجسد المملوء بالحمى
عناويناً
على ثوب الحقيقة /سيدي :
يا سيد الشّعر غفونا
نحن أصحاب الكهف
كلبنا يبسطُ بالباب ذراعيه و يغفو
كلنا الآن نيام /وسنصحوا
بعد أن يمضي علينا
ألف عامْ
…..ظاهرة القناع في نصّ يا سيد المطر ……
في مناجاة الشّاعر د. جليل لرائد الحداثة بدر شاكر السيّاب ابن جيكور البصرة نقرأ كيف استعار المبدع شخصية السيّاب ليسقطَ أحداث الواقع المعاش ضمن مناجاته فقد حمّل
القصيدة شكواه فالأحداث الّتي تعصف بالوطن و حكومات الفساد حولت البلاد إلى مكانٍ تعبق فيه رائحةُ الموت وحتى جيكور
القرية الهاجعة على شط العرب أضحت تصلب
أبناءها وهي الحنونة مما حدا بالشّرفاء الأفاضل إلى ترك أوطانهم علهم يحظون بفرصةٍ لحياةٍ كريمة ، ولئن جعل الشاعر من السياب معادلاً موضوعياً لهدفه في تعرية الواقع ، فقد جعل من السيّاب شاهد عصر يودعه أمنياته في رقي الوطن إذ يقول : سيدي
يا سيد الشعر غفونا /نحن أصحاب الكهف
كلبنا يبسط بالباب ذراعيه و يغفو
كلنا الآن نيام/وسنصحوا / بعد أن يمضي علينا /ألف عام
ويمزج الشاعر بين معجم الوطن و ثقافته الدينية من آيات الذكر الحكيم حيث يتخذ التناص دوره في الصورة الشعرية من سورة أهل الكهف وكأنّه يستلهم البعث الجديد لوطنه
العراق كما بُعث أهل الكهف من رقادهم ،
ولا يزال السيّاب يصغي والشاعر يستعير
شخصه التاريخي مستحضراً أياه جاعلاً قصيدته ترتدي شخصية السيّاب كقناع لتلاوة الحدث التاريخي و طرحه كقضية شعرية مع مقترح الشاعر بالانبعاث الجديد لوطنه الحرّ .
Views: 0









