اختتم اليوم المهرجان الدولي للسماع الصوفي ، الذي جرت فعالياته من ٢٠ الى ٢٣ مايو الجاري ، بمدينة الأغواط جنوب العاصمة الجزائرية ، بمشاركة دولية قوية ، تمثلت في ١٢ دول وهي : تونس ، ليبيا ، مصر ، نيجيريا ، ساحل العاج ، تركيا ، البوسنة ، الهرسك ، مقدونيا ، اليمن ، وضيفا الشرف هذه الطبعة دولتي فلسطين و الجمهورية العربية الصحراوية ، كما شاركت 18 فرقة إنشاد من عدة محافظات جزائرية .
المهرجان حمل هذه السنة شعار ، ( السماع الصوفي دعوة للحب والتحرر والسلام ) ، والسماع لدى الصوفيين من المبادئ الإيجابية التي تحقق للفرد السمو الروحي ، عند سماع القرآن الكريم وسماع الأذكار ولهذا الغرض انتشرت الزوايا في الجزائر ، ويعتمد الصوفية على السماع كوسيلة من وسائل التقرب إلى الله تعالى ، فيجتمع المريدون في الزوايا و البيوت من أجل التزود بالإيمان ، وذلك عن طريق سماع الأذكار من أجل تطهير القلوب وصفائها ، وتغذية الروح وتنقيتها من كل الشوائب التي تعوق صفاءها ، والابتعاد عن مظاهر اللهو و الفساد الذي نلاحظه أحيانا في إقامة الحضرات الصوفية ، حيث لا نجد فرقا بينها و بين المهرجانات الغنائية الأخرى .
والموسيقى الصوفية ، هي روحية تعبدية مستوحاة من أعمال شعراء الصوفية المسلمين ، من أمثال جلال الدين الرومي ، حافظ الشيرازي ، أمير خسرو ، وتعد الطريقة المولوية التي أسسها جمال الدين الرومي ، الشكل الأكثر شهرة في الموسيقى الصوفية عند المتصوفة العرب ، وتتجسد الموسيقى الصوفية في حلقات من الذكر يجتمع المنشدون والدراويش مناجين ومتقربين الى الله ،في جلسات لا تخلو من الرقص الصوفي لكبح شهوات النفس والرغبات الشخصية عبر السماع الى الله والموسيقى والتدبر والدوران حول النفس ، التي اتى مفهومها من خلال دوران الكواكب حول الشمس ، كما تعد دول اندونيسيا وأفغانستان وصولا الى بلدان المغرب ، المراكز الأساسية للموسيقى الصوفية وامتدادا لممارساتها
مكتب الجزائر – ابوطارق الجزائري – نفحات القلم
Views: 0









