اللاذقية معشوقي الأزلي والأبدي

الفينيق حسين صقور .. مكتب المعارض والصالات المركزي
اللاذقية قلب الوطن النابض
وهي اليوم ضمن معرض تشكيلي يستعرض صورا من الذاكرة وايحاءات من وحي التراث والحياة أقيم المعرض في 17-5-2022 في ثقافي اللاذقية لينتقل لصالة الباسل التابعة للاتحاد في 22-5- وليفتتح عبر حضور مميز للسيد الميتروبوليت أثناسيوس ( فهد ) وَ الأب د. اسبيريدون فياض وشخصيات اعتبارية ومسؤولة
حين يعتمل الحنين في قلوب المحبين يصير الصمت قصيدة تفوح بذكريات والوان جديدة تلك هي الحكاية تبدء مع شعور الإلفة الذي يراودك اتجاه الأماكن الديمة والبيوت التراثية والأثرية ومع إحساسك بأنك سبق وعشت فيها ومارست طقوسها كملك او أمير وربما عامل أو فلاح او تاجر غني أو فقير هو شعور الإلفة يبعث على الحنين تلك هي الفكرة التي أقيم على أساسها المعرض التشكيلي ضمن احتفالية العاديات إحياءاً لذكرى الباحث الراحل والباقي في عطاءاته دوماً جبرائيل سعادة … ما بين ثقافي اللاذقية وصالة الباسل التابعة للاتحاد تنقل المعرض ليكون التعاون وثيقاً ما بين العاديات واتحاد الفنانين باللاذقية وعبر متابعة وتنظيم مكتب المعارض المركزي وليكون جامعاً لأعمال التصوير الفوتغرافي التوثيقية التي أخذت لمعالم اللاذقية خلال مراحل مختلفة راصدة التطورات التي أحدثها الزمن إيجابا وسلبا ومحركة مشاعر الحنين للطفولة للبراءة لعذرية الحياة وبساطتها قبل أن يجتاحها وابل البناء والإعمار العمودي وقبل أن تكسوها طبقات الإسفلت المتراصة والثقيلة .
كانت تلك البداية ك جرعات من حنين لتوقظ السؤال في قلوب وعقول الزائرين حول تلك الأماكن وتحرض ذاكرتهم اتجاهها ولينتقلوا بعدها من لقطات وتسجيلات الكاميرات المأخوذة بحرفية عالية إلى إبداعات فنانين عاشوا وتعايشوا وعشقوا مدينتهم عبر كل المراحل بعد أن تغلغل تاريخها المشرف منذ مهد الحضارات إلى وجدانهم فكانوا الأقدر على التفاعل والتعبير وتقديم أعمال تخفي خلف مضامينها الكثير والكثير ..
الكثير من الحب

يبدأ مع أعمال ليلى طه الراصدة لجماليات الحياة ضمن الأحياء والأزقة وبهو الدار حيث الورود تفوح بعطورها القزحية وتفرش البنفسج ما بينها بمنتهى الشفافية و على منوال الطبيعة الانطباعية يقدم يعرب أحمد مشهدية تختصر الطبيعة والبحر عبر دسامة لونية تحققها نفحات الروح والسكين

كما يفرش طلال علي عجينته ليستخلص الياسمين في ذاته والبيون بينما يميل زهير قشعور لتحليل أكثر دقة لانعكاسات الأضواء الممتدة بألوانها القزحية ما بين الظلال والأنوار
أما هيام سلمان فقد استطاعت أن تفرض شكلا خاصا للوحتها عبر نفس طويل وموزع ما بين استكشاف العلاقات ما بين الأقمشة من حيث الوانها وطبيعتها واستخلاص الأشكال الأقرب للنفس الشعبي ولروح هيام العاشقة للأفراح والتجمعات والورود وعلى هذا الأساس تؤلف مواضيعها وتطبقها
بينما اقتصرت أعمال الخط على مشاركات أكفت واستوفت عبر الفنان الراحل أحمد ناصر وهو من أقدم الخطاطين المعروفين في محافظة اللاذقية وعلى هذا القياس ستبقى الشهادة به مجروحة
وايضا الفنان إياد ناصر سر أبيه وقد أكمل رحلته بحس غنائي مفرداته الحرف وامتداداته وأثوابه ألوان تحاكي شفافية الروح

أما في النحت فكان ل سعيد عباس حضوره المميز عبر عمل مجنح يوحي بطائر الفينيق وهو ما بين الكشف والاكتشاف والتدخلات الحسية الحذرة استطاع أن يطرح مفهومه حول ماهية العمل النحتي والغاية منه وسعيد عباس من الفنانين المعتزلين في قلب الطبيعة يؤمن بأن للفن كفايته وهو يعمل بذاته ولذاته

وكان لزهير خليفة مشاركته المميزة عبر عملين احدهما خشبي يستنبط شكله من وحي سمكة مجنحة أو طائر بحري والآخر رخامي ثقيل لا يعمد (لأكل) الكثير من كتلته و تبقى التوازنات معيارا يتيح رؤية العمل من جميع الجهات
حسن محمد اجمل ما يمكن ان تقوله اعماله هو أنه يكمل ما تقوله الطبيعة حين تخدش مسننات منشاره السطوح لتكمل تضاريس الطبيعة في لحاء الأشجار وتنقش مسارا وايقاعا للأخاديد والخطوط على الأحجار .
مهند علاء الدين قدم منحوتته وجوه تعبيرية متلاحمة و مؤطرة بإطار يسمح بعرضها معلقة وهو ما بين الروليف والعمل المجسم وجوه تعبيريه بحس قادر على التقنين والاقلال من التدخلات عبر الكشف والاستكشاف لتناديه جذوع تحتاج لمخلص ومخلص
يتابع ماهر علاء الدين اكتشافاته لما تحمله بعض جذع الأشجار من إيحاءات تغني وتعكس جسدا انثويا راقصا بحركة تحمل الكثير من المبالغة والبلاغة
رنا محمود قدمت تمثال الملكة بعجينة خاصة قادرة على عكس الاحساس بالملمس الحجري حين الجفاف
أما أنا فكنت سعيدا بمشاركة تلك المجموعة الجميلة من مجموعة الفينيق الأكثر اتساعا لأقدم ثلاث أعمال مرتبطة بالموضوع آلهة الينبوع ومعزوفة شط القمر وعشتار الزمن الحائر ولأترك لكم الحكم في الأول والآخر

Views: 0