مهران سلوم – نفحات القلم
عناوين كثيرة يتحجج فيها العديد من أصحاب الهمم الفاترة ، والأشخاص الذين لا يريدون أن يصنعوا شيئاً في حياتهم .
قد تسمع كلمة ” لنكن واقعيين ” كثيراً ..وهي كلمة قالها مفكرون عظماء منهم ..
” أنتوني روبنز” كاتب ومدرب عالمي في البرمجة اللغوية العصبية ..حيث فسر هذه العبارة ووصف الناجحون والعظماء ” بأنَّ طوال حياتهم لم تتبادر إلى أذهانهم هذه العبارة مطلقاً لما تحمله من حياة لا طعم لها ولا لون”
وكذلك الأمثال الشعبية التي تتردد على أفواه الناس منها ” مد قدميك على طول لحافك ، العين بصيرة واليد قصيرة , العين ما بتعلا عن الحاجب ”
والعديد من الأقوال التي تناقلها الأجيال ، كل ذلك يصب في فكرة واحدة وهي تخفيف العزيمة وتحويل الأشخاص إلى أناس باردين لا يسعون إلى تطوير ذاتهم وتحقيق طموحاتهم ، فتجدهم مستسلمين للواقع الذي فرضوه على أنفسهم .
*مصطلح ” المعالجة بالكلمات ” ..
الأمثال الصحيحة تأخذ من النبع السليم
ضرب الله مثلا «الكلمة» بالشجرة قال تعالى:
( ألم تر كيف ضرب الله مثلا كلمة طيبة كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء * تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها ويضرب الله الأمثال للناس لعلهم يتذكرون * ومثل كلمة خبيثة كشجرة خبيثة اجتثت من فوق الأرض ما لها من قرار *) سورة إبراهيم.
فالكلمة تدخل إلى القلب والعقل دون استئذان ، سواء كانت سلبية أو إيجابية حتى أنّه الكلمة السلبية تعطي تأثيراً قاسياً على النفس وتهدم الكثير من القيم التي يتمتع فيها الشخص ، وهي سلاح ذو حدين ممكن تبني حياة أو تدمرها ، فهي دعوة صادقة لكل منا أن ينتبه لما يخرجه من لسانه..
وكما قال فريردك نيتشه الفيلسوف الألماني الشهر : ” ليس هناك من يمكنه رسم طريقك حياتك الصحيح ، سواك انت فقط ” .
ومهما كان وضع المرء سيئاً أو بحالة اجتماعية صعبة لابدّ أن يصنع لنفسه حياتناً تجعل منه راضٍ عن نفسه ويكون فعالاً في دائرته التي يحب أن يكون فيها ..
*” العين بصيرة واليد قصيرة ، مد قدميك على طول لحافك ”
إنّ كان الواقع صعباً والضغوطات التي نعيشها كثيرة هذا لا يمنع من زيادة العمل والبحث عن واقعٍ نصنعه بإرادتنا ونعيد توجيه البوصلة الحياتية لبناء حاضرٍ جيد ومستقبلٍ أكثر جودةً ، وهذا لا يتحقق إلا بإيماننا بأنفسنا والعمل بكل جدٍ واجتهاد على زيادة خبراتنا والتركيز على اختصاصٍ نحبه .
شذى .. مهندسة على رأس عملها .. حيث قالت : الإنسان كتلة من المشاعر والأحاسيس ، ولا نستطيع أن نلغي أو نتغافل عن الكلمات التي تخرج منّا في حالة اللقاءات المباشرة مع من نخوض معهم حياةً اجتماعية سليمة ، وفي كثيرٍ من الأحيان نمرض ونتعب جراء الظروف التي تحيط بنا فلابدّ أن نسمع الكلمات الطيبة التي تخفف عنا هذه الضغوطات ، أنا من جهتي كلمة طيبة ترفع عني الكثير من الإرهاق .
نصر .. شاب أعذب موظف بلغ الأربعين حدثنا قائلاً : نحن نعيش في وسط تجد الكثير من الناس فيه يعانون من اليأس والاكتئاب وهذا أمر واقعي من وجهة نظري ، من موقعي الذي أنا فيه يأتي مراجعون تجد على وجوههم التعاسة والتعب وتسمع العديد من القصص التي تجعل منك شخص يفكر كثيراً قبل أن يستقر وإن استسلمنا لهذه العبارات فلن نستطع أن نحسن من أمرنا شيئاً ، لذلك أشعر بأنني في كثير من الأحيان لابدّ أن أفضفض لشخصٍ ما حتى أرتاح وعندما أسمع كلمات جميلة وعبارات فيها التحفيز أشعر بالراحة الداخلية ، وأحاول أن أفصل بين عملي وبين حياتي الخاصة التي أعيشها .
*هل تستطيع أن تحمل ثلاث بطيخات في يد واحدة ؟
سؤال يجب أن تطرحه دائماً على نفسك ، للوهلة الأولى ستجده بسيطاً وليس فيه معنى قويّ ولكن إن أمعنت النظر وتمهلت قليلاً فستستخلص الكثير من الإجابات التي تدّل على قدرتك وقوة تفكير قبل أن تجيب .. فمنهم من سيقول لا أستطيع هذا محال فالجواب أعطاهم الفورية وعدم الإبداع في حلّ المشكلة لأنّهم أخذوا الأمر بواقعيته وآخرون تريثوا قليلاً وأجابوا ممكن نضعهم في كيسٍ واحد صحيح أنّه ثقيل إلا أننا نستطيع أن نحمله ، وغيرهم كانوا أكثر إبداعاً في أجوبتهم وذهبوا إلى تجريد البطيخ من القشرة والبذور بل قالوا نستطيع أن نحمل أكثر من ثلاث ..
إذاً دون شك أننا إن عقدنا العزيمة وبذلنا ما أمكننا من قدرات وتركنا عقلنا يبدع نستطيع أن نتجاوز إي مصطلحٍ أو مثلٍ شعبي يخفف من العزيمة ويبعدنا عن طريق النجاح .
*رأي استشاري :
إيمان زهيرة .. مدربة تنمية بشرية
إنَّ الكثير من الأمثال الشعبية والأقوال المتداولة أغلبها لأشخاصٍ غير معروفين ويؤسفني أن أضيف أنَّ معظمها يحمل المعني السلبي ويحد من فكرة التحسين .
من الممكن أن أوضح هنا فكرة مهمة جداً ونتفق عليها جميعاً ألا وهي أنَّ “غير أفكارك تتغير حياتك ” .. في علوم التنمية البشرية نقول : ” راقب أفكارك لأنّها ستصبح كلمات ..وراقب كلماتك لأنّها ستصبح أفعال .. وراقب أفعالك لأنّها ستتحول إلى عادات .. وراقب عاداتك لأنّها تكون شخصيتك .. وراقب شخصيتك لأنّها ستحدد مصيرك ” وبناءً على ذلك كل شخصٍ يفكر أنّه مريض ويخاطب نفسه برسائل مليئةٍ بالتعب والإحباط سيصبح مريضاً حتماً لأنَّ الأفكار والمشاعر والسلوك نظام واحد وأي تغيير في أحدها يؤدي لتغيير في النظامين الآخرين فحين تكون كلماتنا سلبية ستصبح مشاعرنا مثلاً سلبية وسينتج عنها سلوكيات سلبية ..مثل الغضب أو العزلة أو الضرب .. إلخ وأيضاً ستراودنا أفكار سلبية كأن نفكر بالانتحار أو حتى بالانفصال أو أن لا أحد يهتم بوجودنا ..إلخ ..
الخروج من الصندوق الأسود والبحث عن الإيجابيات والحلول ضمن أطر غير مطرقة مهمة تبدأ من الكلمة .. فإذا أراد الإنسان استطاع .
*كلمة
كلما كبر حلمك وسعيت إلى تحقيق طموحك كلما ابتعدت عن هذا التفكير الذي لا يعطيك إلا الخمول والضعف … قد يقول قائل بأنَّ هذا التفسير بعيد عن المنطق أو العقل وعبارات كثيرة من هذا النحو ..
تستطيع أن تجيب ..احمل قلمك وشغل عقلك قليلاً وابحث … أمامك معلم كبير جداً ألا وهو ” غوغل ” اقرأ عن مئات بل آلاف الرجالات الذين صنعوا أنفسهم من العدم بل أقل من العدم بدرجات ودرجات فقط لأنَّهم آمنوا بأنفسهم وبنو حياتهم على طريقتهم دون كسل أو تواكل أو تفكير بقول لا أستطيع أو الظروف لم تخدمني أو أو أو … إلخ من هذه المصطلحات …
ابحثوا عن مواطن القوة في شخصيتكم ولا تلتفتوا لأي كلمة أو تقييم من أحد مهما كان قريباً أم بعيداً متستراً أو ظاهراً كلهم لا يعنون شيئاً في حياتكم واعملوا بصمت فحتماً ستصلون إلى ما تريدونه .
Views: 0