أيها القراء الكرام.. من فضلكم خذوا نفساً عميقاً، رحلتنا اليوم ستكون مليئة بالانتعاش والبهجة.
بين الأعشاب والورود والزيوت الطبيعية سيظهر اسم مشروع السيدة صباح ليأخذك إلى عالم جديد من الألوان والعطور.
- متى أعلنتِ صافرة بدء مشروع إنتاج الصابون وما الذي ألهمكِ بالفكرة؟
كما يُقال الحاجة أُمّ الإختراع.. أتت فكرتي لصناعة الصابون المنزلي عندما واجهت صعوبة في إيجاد نوع جيد مصنوع بمواد طبيعية دون آثار جانبية على البشرة، ما دفعني للبحث عن مصادر تعلّم هذه الحرفة وقد ساعدني في ذلك عشقي للأعمال اليدوية التي تعتمد على الجمال وتذوقه فشرعت بتجريب كميات صغيرة لأصنع ما يكفي عائلتي وكانت تلك التجارب المنزلية البسيطة بداية المشروع.
- في الماضي كان الصابون مجرد قالب برائحة ولون شبه موحّد ومهمته النظافة لا أكثر.. اليوم ينتج مشروع صباح عشرات الأشكال بمنافع عديدة وبتكامل مثالي بين الشكل والمضمون، هل تعلمتِ طرق تركيب الصابون أم نتيجة خبرة وتجربة؟
التعلم والخبرة متلازمان دوماً، حين وجدت نفسي قادرة على صنع كمية صغيرة نالت قبول وإعجاب عائلتي، قررت أن أتعلم أكثر للوصول إلى هدفي عبر مقاطع تعليمية مصورة ومقالات وكتب، فقد كرّست الكثير من وقتي لأحصل على نتائج مُرضيّة حينها شاركت في دورة أقيمت لعشاق هذا الفن في مركز ضمن العاصمة دمشق وبفضل الله نلت على إعجاب الأستاذ المشرف وقد قال لي مازحاً أنّ ما قمتُ به أفضلَ مما يصنعه عادةً.
- منتجات المشروع مصنوعة بأساليب غير تقليدية، كيف تعملين على تطويرها؟
أرى أن ابتكار المنتجات باستمرار يخلق الإبداع ففي كل تجربة اكتسب فكرة جديدة لمنتج له خواص لم تخطر لي سابقاً حتى أصبحت أنواع الصابون لدي كأنها سلسلة تكبر يوماً بعد يوم..
وهذا ما حصل معي في اكتشاف عالم صابون الغار بشكله الجديد، فكما تعلمين نحن نفخر بصناعته لكن الجيل الحالي يبحث عن كل ما هو جديد وعصري لذلك فكرّت مليّاً بطريقة لدمج العراقة بالحداثة وإدراجها في عاداتنا اليومية عن طريق إضافة مواد طبيعية وروائح عطرة وفي الحقيقة وجدتُ ما أدهشني من عبير أخاذ وحماية للبشرة ناهيك عن الشكل اللطيف والمبتَكر، فانطلقت في التجارب التي أردت من خلالها الحفاظ على خواص الغار وصفاته المعتادة مع إضافة زيوت وعطور دمشقية أصيلة ومثيلاتها من ثقافات أخرى كالعود والعنبر واللافندر ونسيم البحر والياسمين والنعنع والأوليفيرا وحتى أوراق الورد الجوري… واليوم لدى مشروع صباح أنواعاً عديدة بقوالب ذات أشكال تلبي جميع الأذواق.
- هل لمشروع صباح روّاد من الرجال يهتمون أيضاً بأنواع خاصة من الصابون؟
بالطبع لدينا نوعاً خاصاً تمت صناعته من مادة السدر الطبيعي التي توقف تساقط الشعر أغلب مُقتني هذه الصابونة من الرجال.
فشعاري هو انتاج صابون يخدم جميع أفراد العائلة وحتى الأطفال لهم نصيبهم بتركيبة لطيفة برائحة التفاح الخفيف، عدا عن أنواع عشبية خالية من المواد الضارّة لترطيب وصفاء البشرة وتخفيف الأكزيما والتشققات والجفاف.
- العمل في هذا المجال يبعث في النفس البهجة حيث الروائح العطرة وأغلب الطلبات هي لمناسبات سعيدة فهل تستمتعين أثناء عملك؟
بالفعل هي حرفة ممتعة وشيقة ومفيدة أيضا،ً تأخذني لعالم مليء بالأحاسيس والمشاعر الجميلة خاصة عندما يُطلب مني هدايا لمولود أو لعروس أقوم بذلك بكل حب وحماس فلن يجد المرء أجمل من وضع قطعة من عمله كذكرى في منزل أحدهم.. أو حتى في حالة الاستخدام اليومي مجرد تفكيري أن هناك من سيفتتح يومه بصابون من صنعي يبعث في نفسي الفرحة ويمنحني طاقة لا حدود لها.
- برأيكِ ما هي العقبات التي تواجه المشاريع الصغيرة سواء في بدايتها أم بعد انطلاقها؟
صعوبة استخراج تراخيص البيع وتكلفته العالية للغاية بالنسبة لمشروع منزلي وبالطبع لا يقبل أصحاب المحال التجارية التعامل مع منتجات دون شهادات منشأ وأوراق ثبوتية كاملة مما يضطر صاحب هذا المشروع الصغير للعمل ضمن دائرة معارفه الضيّقة، ومن بين الصعوبات أيضاً الربح القليل الناجم عن زيادة الأسعار المستمرة وخاصةً مادة زيت الزيتون البكر الذي هو أساس عملنا.. لذا آمل من الجهات المعنية دعم هذه المشاريع حتى تُعطى الفرص لمئات السيدات بدخول الأسواق بمنتجات صُنعت بأيدي سوريّة..
- ما هي خُطتكِ لإنماء المشروع وتطويره؟
الأهداف والأحلام لا تنتهي لكنّ أقربها لي وأكثرها إلحاحاً هو أن اتمكّن من افتتاح متجر صغير خاص لعرض منتجاتي وتعريف الناس بها..
أمنياتي لا تقف عند مشروعي فقط إنما أحلم أن تبدأ كل سيدة قادرة بمشروع مماثل لإثبات ذاتها ومساندة زوجها وعائلتها، وعملاً بوجوب نقل العلم ابتغاء وجه الله أقمتُ دورات متواضعة عبر وسائل التواصل الاجتماعي لنقل خبرتي في صناعة الصابون لمن ليس لديهن الوقت للبحث والاطلاع لتكون مختصرة مفيدة ودون أي تكلفة أو رسوم، وبفضل الله هناك الكثيرات بدأن بمشاريع صغيرة ليس فقط من سوريا إنما من دول عربية مختلفة..
- لو استطاع مشروع صباح التكلم لمن سيوجه كلمة شكر؟
لزوجي وأولادي في المقدمة هم أعمدة حياتي كانوا ومازالوا ركيزة المشروع الأساسية بدعم مادي ومعنوي، وبالطبع أشكر كل من شجعني على الاستمرار وتطوير مشروعي..
يتخذ الآن موقعنا طريقاً جديداً في تمكين ودعم المشاريع الصغيرة من خلال نشر مقالات أو لقاءات حول إنجازات تلك المشاريع..
للتواصل مع صاحبة المشروع هذه صفحتها على الفيس بوك Sabah soap
ألمى حلواني
Views: 0
Discussion about this post