لأن الأمومة شيء مقدس لا نقاش أو جدل أو مساس بحدود عطاءاته .. قد تبدأ مرحلة جلد الذات عند الأنثى بمجرد أن تستشعر أمومتها والتي هيي فيض من التضحيات اللامتناهية اتجاه ابنائها وعائلتها بشكل عام .
تلك المرحلة من جلد الذات تأتي من إحساس الأم المرهف اتجاه أبنائها وخوفها من حدوث أي تقصير قد يؤثر على علاقتها بهم أو يؤثر عليهم في تلك الرحلة الطويلة من الجهاد في سبيل مستقبل آمن لهم ..
وتأتي تلك المرحلة مرادفة لعوامل خارجية قد تكون محطمة لنفسية الأم رغم استجماعها الدائم لشجاعتها بأنها قادرة فعلا أن تكون ام عظيمة بنظر أطفالها والمجتمع .خصوصا اذا كانت أما عاملة
ولعل تلك العوامل الخارجية هيي المحرض الأبرز لحدوث الفجوة التي تخشى وجودها نتيجة صراع بين مهمتها اتجاه الأبناء كأم وبين نفسها كإنسان له ذات مستقلة وطموح وأحلام وفكر
وهنا تُخطئ معظم الأمهات وتعتقد أن إهمالها لنفسها والتضحية هو الحل الأمثل للتخلص من عقدة الذنب حيال ذلك
وتتقولب لا شعوريا بما يمليه عليها المحيط الذي سيتهمها دائما إن خرجت عن تلك الدائرة بأنها مجرمة تستحق اللوم والعقاب ..
إذا كنتِ كذلك فقد وقعت بالفخ ياعزيزتي..
إن ماتحتاجه الأم لتستمر في العطاء أن تكون فعلا أم واعية مثقفة باستمرار منخرطة في كل مجالات الحياة ومحبة لنفسها لأن كل ماتتعلمه سينعكس فعلا على ابنائها وليس العكس
بل إن إلغائها لذاتها سينقلب يوما ما عليها وستجد نفسها في منأى عن أبنائها الذين انشغلوا بالحياة بعيدا عنها
مشاركتك في الحياة العملية سيعود بالفائدة على ابنائك , أنت عظيمة لكونك أم . ولكنك أعظم إن كنت أم جامعة بين الأمومة والانجاز العلمي أوالعملي ..
إن الله قد اعطاكي القدرة على الصبر والكفاح لتكوني قادرة على جمع كل شيء في آن معا .. أنت المرأة التي وصفها نابليون ليشير إلى مدى تأثيرها في المجتمعات بأنها ((تهز المهد بيمينها وتهز العالم بيسارها))
هل تظني أنك تفردتي بمهمة الأمومة وتميزتي بها عن الرجل عبثا ..
أنا لا أتجاهل كمية التعب والارهاق المتواصل الذي تعاني منه الأم وخصوصا في بداية أمومتها
قد تنشغلي لدرجة التشتت وقد يصبح النسيان وتكرار الأشياء مرارا شيء يتعبك ويؤرق نومك
أقول لك : لا بأس .. لم يحصل شيئا .. فلا حبذا أن تعيدي تدوير عقلك وتستعيدي نشاطه دائما , اقرأي .. تثقفي
إن مستقبل الطفل رهين بأمه .. فحبذا أن تكوني أم بلون مختلف يواكب مستقبل أبنائك
امسكي بيدك كتابا أو استمعي لشيء مفيد أثناء ممارستك لعاداتك اليومية
حتى لو كانت عملك ل ابريق شاي للمرة الرابعة بعد النسيان ..
Views: 4