ابتسامة خريفية ولحن أجوف والكلمات تتراقص كصخرة متدلية على عنق الحياة فتخنقها .. من منا لم يتجرع مرارة الخِذلان في كأس مكسورة الحواف؟
يقولون أن الضربة التي لا تقتل تزيدنا قوة، نعم لكنها مع الأسف تنهش جزءا خفياً داخلنا..فيموت قهرا
فلا نعود بعدها كما كنا ,, قد تختلف السيناريوهات والنتيجة واحدة:
واحدة فعلا .. انها خيبة الأمل تهزم فينا كل التوقعات , والأكثر قسوة أننا لا نملك رفاهية إظهار هشاشتنا للملأ فنخلد لعزلة فؤادنا بمفردنا
نتلوى في دوائر اليأس، وندمن عادة التحديق في اللاشيء، ننطفئ عشرات المرات ، ننعزل بذلك الذهن المزدحم بأسئلة لا نملك جرأة الإجابة عليها،
ثم ماذا .. ثم نلوم كل شيء حولنا الإنس والجن وحتى الشمس والحجر والشجر ونلعن حظنا البائس مرارا وتكرارا وبعدها ندفن رأسنا تحت الوسادة لساعات، اعتقادا منا أن غيمة الحزن قد مرت بسلام كلما طالت ساعات النوم . ونتمنى الاستيقاظ على صدى معجزة، والحقيقة أننا نحن المعجزة.
أجزاءنا الصغيرة المحطمة، بقايا الأحلام، المشاعر المبعثرة والروح الباهتة هي جيشنا الصامد أمام كل هذا الصراع
لا ينبغي أن أكون كاتبة سوداوية في المطلق ف ليست كل الآمال تخيب، فبالمقابل هناك آمال تتحقق وهناك أفراح تتجلى، يوجد حلوى تدوم في الفم وقطعة سكر لا صلاحية انتهاء لها
هناك آمال لا تغتالها واسطة , ووعود لا تسرقها مصلحة، ويوجد ضحكات مردودة ومحبات متبادلة ..
ستلمحين زوجة من القرن التاسع عشر تجد العدالة والإنسانية, سيلفتكِ شهابا مضيئا في سماء متلبدة ,
ربما تدريكن موتا بعده حياه وحياة لا موت بعدها، فهناك أمل في الوجع .. الأمل الذي لن يتحقق، دون رضوض
هناك ايمان مطلق بمخاض الحياة ..ترممنا و تبنينا , تكسرنا وترمينا ثم نقف.. ثم نحب , ونعيد الكرة. ثم نغرق وننجو . ثم نصرخ ونصمت
نموت حقا بكل مافينا من بهجة .
ولكن في النهاية لابد من ولادة (لابد أن نحيا من جديد..).
Views: 40