. الفنان والباحث حسين صقور 0الفينيق 0 مكتب المعارض والصالات المركزي
في احدى سنوات المحبة التي كانت وكنت أرقبها وأترقبها لأتابع ما يحلو لي ولميولي من أنشطتها إذ كنت أقضي آخر النهار ساعة أو ساعتين ضمن الصالات متجولا على امتداد شريط اللوحات متجاهلا و ناسيا ما كابدته من معاناة …. على امتداد الشريط كانت
عيناي تتنقل من لوحة لأخرى سابرا الأغوار ومستكشفا ما تخفيه الألوان والأشكال على اختلاف تقنياتها .. من أسرار .. كنت متابعا ضمن حدود المتاح والمقبول إذ كنت أستطيع الى حد ما التمييز ما بين تجارب جدية وأخرى لازالت تحاول النهوض ما بين أعمال تتسم بالتكرار واخرى أكثر قدرة على تحقيق قفزات ونقلات تفسح الطريق أمام الفنان للاستمرار ….
قياسا على تلك الثقة واصلت المسير إلى أن وصلت لعمل كسر القاعدة وجعلني أطوف حوله كمن يطوف حول محراب ملك أو أمير لكن الملك هنا فنان يغوص في بحر من الأزرق إذ يؤكد على ذاك الاثر الباقي والمتبقي لشعيرات الفرشاة و إيقاع حركتها المتناغم مع ذاك الحس الجمالي بداخله عبر إحدى الدرجات الأحادية ليضيء الارجواني المكمل عند النقطة الفاصلة ما بين الأخذ والرد وما بين الأرض والسماء ما بين النقمة والحكمة وهو وفق معادلة حسية يطرح اللون المكمل في مكانه الصحيح وعند النقطة الذهبية
شدني العمل لا بما يحمله من جمالية وتلقائية إنما بقدرته على الخروج عن المألوف
لم اكن أعرف اسم صاحبه حينها لكني حفظته جيدا لأتعرف على شخصه بعد عدة سنوات لاحقة من خلال مشاركته في اول نشاط كنت قد أقمته في المركز الثقافي بالحفة
تتالت الزيارات لاحقا لأتعرف أكثر على نضال شعبان أطيب واجمل فنان
فهو الوحيد القادر على الاعتراف و الاشادة بأي عمل فني يتجاوز قيم المألوف وهو على أقل تقدير لا يعتقد أن مديحه النابع من قلب محب سيكون له أية مآخذ سلبية عليه أو تأثير بل سيعكس ذاته الطيبة ويصنفه في جدول الخلوق المتوازن والكبير عودتي لتجربته الأولى التي عكست مفهوما حداثيا للعمل التشكيلي عبر ما تمتعت به من تلخيص وتخليص من شوائب الفكرة والموضوع لأبرر له نقلته الثانية واكشف عن الخيط الذي يربط بين اثرين اثر شعيرات الفرشاة في الاولى وأثر الحف والسكين في تجربته اللاحقة والغاية من مروري تأكيد أحقيته ضمن هذا التطور الطبيعي الذي حوصر في الظل بمن استعاروا منه ضمن حدود التأثر والتأثير المشروع

اما نضال شعبان فقد ظل يرسم متوحدا مع عمله و مؤكدا على ذلك الضوء المنبعث من العمق والمرتد عن السطح ممسكا بذلك الخيط الذي أوصله لمراحل اكثر رقيا وجمالا
و مصداقية عبر تلك الروح الاحادية الشاملة لمجمل اهتماماته وأعماله التي أنجزها سواء عبر السكين او الفرشاة او عبر عدسته الكاشفة عن غرافيك تشكل عند مفاصل الصخور الطرقات وذلك بفعل عوامل الزمن بما فيه من انجرافات وتشققات ضمن زوايا لا يمكن لغيره اكتشافها ولا يمكن لغيره أن يترك بصمته فيها حيث كان وحيث كان نضال شعبان الذي خلص عمله من شوائب حب الظهور والإلحاح لتبقى متعة العمل هي المحرك الأساس وهي الدافع
ولكن وهجه في الظل جعله يحصد محاولات التحجيب والتغييب ممن اعتادوا الحصاد في أراض ليست من حقهم دون أيي حسيب أو رقيب وممن افتقدوا لمعنى الصلاة الحقيقية والصلاة وكان مفهوم الفن عندهم يسري سما عبر تكتلات وتحزبات
لكل ما سبق ذكره أرجو (لنضال شعبان) أن تنصفه الحياة يوما ل يتمكن من عرض نتاجه ليصير لكم الحكم في ما تقدم دوما
Views: 0









