نفحات القلم : ربا حسين
أقامت جمعية العاديات في اللاذقية مساء يوم الأربعاء 26/1/2022 جلسة أدبية لمناقشة رواية ( مابيننا ) للكاتبة ( هدى وسوف) بحّضور شخصيات وقامات أدبية ،من أتحاد كتاب العرب، الأستاذ زياد عجان ،و الأستاذ بديع صقور ،و السيدة كنينة دياب ، والدكتور عدنان بيلونة ،و القاصة أمل حورية ، والسيدة ندى اسماعيل ،و الشاعر نعيم علي ميا ، الأستاذ رياض موعد وعدد من المهتمين بالأدب
كان يوم من أيام شهر كانون الباردة ،ولكن دفأ الحوار وحب المشّاركين للجلسة في الحوار، وحيوية الكاتبة ومشاعر حُبها التي أردات إيصالها،أضفت جو من الدفأ والحميميّة والسكينّة في المناقشة .
إنّ المرأة هو ذاك الكائن اللطيف، الذي أودعه الله أسرار الكون في الحبِّ والحنان، والتي رُفعت لها القبعات لدورها الفعال في المجتمع، فكانت هي المسؤولة عن تربية أجيال جديدة ذكورًا وإناثًا، بهّدف بناء مُستقبل أفضل للوطن، فكانت المرأة تلك البذرة، التي تُنتج ثمارًا تنفع المُجتمع بأسره،والكاتبة “هدى وسوف” مثال لتلك المرأة الفعالة في أسرتها ومجتمعّها ،ومن خلال “رواية مابيننا”حاولت الكاتبة “هدى وسوف “أن تؤكد دور المرأة وتضحياتها ،والحب الكبير التي تمنحه دون أن تنتظر مقابل ،وتتلقى خيبات الأمل، بقلب دامي وثغر مُبتسم لكي لايشعر أحد بضعفها، يمنحون القلوب حولهم ثقة متناهية، ولا يلمحون اللَون الأسود في الحياة، يقتربون من الأرواح التي تمر في حياتهم حد الالتصاق، يتعلقون بالتفاصيل والبقايا كثيراً، ترافقهم حسن النية بالآخرين، دائماً هم القلوب البيضاء التي لاتعرف الظن السيء، ولا تعرف الخيانة، ولا يذيقون سواهم مرارة الغدر، يبدؤون بنقاء، وينتهون بوفاء. يتحدثون بنبض النقاء والحب والحلم، تبقى قلوبهم في طور الطفولة، لا تكبر أعماقهم ولا تلوَّث أبداً، ترتسم ملامح الطفولة في وجوههم، أَعينهم مرآة صادقة لأعماقهم، تقرأ بأعينهم كل ما تخفيه أعماقهم، ويفشلون في ارتداء الأقنعة، لا يخذلونك أبداً، هذه هي أحدى شخصيات المرأة التي قدمتها الكاتبة” هدى وسوف” في روايتها “مابيننا” وحديثها عن هموم ومشاكل المجتمع ،وعن ظروف الحرب وقسوتها
وكان هناك عدة دراسات تناولت الرواية بدايةً الآنسة “رولا سلوم ” مسؤولة النشّاطات الثقافيّة في جمعية العاديات قالت رواية ” مابيننا” للكاتبة هدى وسوف
بأن المرأة هي المحور الأساس في رواية ،وما يعتمل بداخلها من مشاعر ،وأحاسيس فياضة، من خلال شخصية ” نسرين “، والتي كانت رؤيتها للحب مختلفة ،ربما، عن بنات جنسها غالبا، ونوهت أن أسلوب الكاتبة في الرواية سلساً رشيقاً، حيث لا تصنّع ولا تكلف، يغلب عليه الطابع السردي، ويتلون السرد في أسلوبها من خلال السرد العادي ، أو السرد المقارب للمونولوج ، كما يأتي الحوار بين الشخصيات موظفاً للفكرة المرادة .وأخيراً قالت رواية ( مابيننا ) جديرة بالقراءة، وهي تستحق الدراسة، ووصفتها بأدب الحرب في سورية، حيث وّثقت الكاتبة فيها، سمات مهمة من أدب الحرب،التي عاشتها الأسرة السورية ،بذائقتها المتنوعة سواء أكان بصرياً ،أم سمعياً ،أم روحياً أم نفسياً، وبقيت آثارها عالقة في أعمق نقطة من وجداننا

وأوضحا الشاعر “حيان محمد الحسن “أنه من خلال قرائته لرواية “مابيننا ” أنه لا بدَّ لك من التفاعل والوقوف ،على أحداث ومجريات، هي من صلب الواقع الذي نعيشه في هذه الحرب الهمجية، على بلدنا الحبيب،فتختلط مشاعر الحب، والحزن ،والحنين، والخوف ،هي أشبه بعوالم متناقضة،فتارةً تفرح من أعماق قلبك لمشهد حبٍّ ،فيكون فيه العشق طاغياً وتارةً تذرف دمعةً وتتنهد بغصّة، وأنت مجبرٌ عليها من مشهدٍ مؤلمٍ، تأخذك التفاصيل الصغيرة في الرواية وكأنك تعيشها وتعرف أبطالها .
الصحفية “يمن عباس” نوهت أنه استطاعت الكاتبة السورية هدى وسوف عبر ما قدمته حتى الآن أن تحجز مكانا لها في المشهد الثقافي والإبداعي السوري على الرغم من عدم تعجلها في ما تقدمه للقارىء الذي يتابعها ويعجب بما تقدمه من أعمال.
يذكر أن الكاتبة “هدى وسوف” مواليد قرية دير ماما ( مصياف )عام 1964م عضو اتحاد الكتاب العرب في سورية فرع اللاذقية عام 2008 جمعية القصة والرواية أجازة في الحقوق من جامعة دمشق تكتب المقالة والدراسات النقدية تنشر في الدوريات المحلية الصادرة عن اتحاد الكتاب العرب ووزارة الثقافة وصدرت لها الأعمال التالية
طرقات وعرة،ندوب في الذاكرة،جرح صغير، صباحات لها طعم الدفلى، انين المدى ، تفاصيل الغياب ،احبك يا وعل الجبال،

وقد تنوعت ما بين القص والرواية
“هدى وسوف” مبارك لكي “مابيننا” بكل ما حمتله من مشاعر متناقضة من حب كراهية، تضحية، وعكستي واقع الحرب البشعة، على بلدنا الحبيب ،ننتظر نتاج أخر من نتاجاتك التي تلامس روحنا
#من نفحات القلم للكاتبة” هدى وسوف “لكي كل المحبة والتوفيق .
Views: 7









