..الفنان والباحث حسين صقور..الفينيق ..مكتب المعارض والصالات المركزي
بحس مائي شفاف وبدرجات البني المحروق تتراىء ملامح الشخوص والوجوه المتماهية مع الاثر الباقي والمتبقي من فجر يوم تتطاير أوراق الخريف فيه وتتشابه مع طيور مهاجرة وعيون حائرة لم تعد تبصر الطريق وصار الحدس رفيقا وصديق هي لوحة محمد ديوب بحس احادية ونكهة تعبيرية لاتشوشها كذبة الألوان وتؤكد عبر ذاك الحس العفوي والتلقائي أن مبدعها شاعر وفنان

فهو يستقصي تواترات الضوء المنعكس من عمق مكنونات ذاته ومكوناتها الشفافة والمرتد عن تلك الوجوه العائمة والغائمة فوق سطح كالماء وكالهواء لتتحد عبر ذاك النفس الأحادي بكل مايسبح حولها ويغوص خلفها من مفردات وأجزاء هي ريشته وفرشاته يتواصل ايقاعها مع نبضات الروح لتبوح بكل مايختلج في فؤاده من جروح و لترسم معزوفتها عبر وجوهه المفككة والمبعثرة والمعاد ربطها وفق إيقاع يبدأ بإحدى مكونات الشكل واحدى أجزاءه لينتهي بالكل عبر غنائية تغني وتغتني من خلال خطوطه المتقطعة والمتقاطعة مع من سلفه في المهد ونسب الى التعبيرية الالمانية بغير وعي أو قصد ( ملك التلاشي مروان قصاب باشي )

ومع
ذلك البعد النفسي الذي تترجمه ارتعاشات الفرشاة عند حدود تلك الانعكاسات الضوئية الخافتة في أجواء ( رامبرانت )
تلك هي لوحة فنان تمكن من أدواته وصارت لعبة الفن شغله الشاغل مدى حياته فجرب بالزيت والماء وعبر تقنية الأحبار .. أما وقد حرض السؤال ذاته بذاته فيمكننا ان نطرحه دون أي حرج مما يخفيه ومن مرماه ودلالاته وهو موجه لمحمد ديوب وباختصار – الى أين ؟! وأي تفرد تبغيه في وسط صارت نار الحيرة تكويه ؟! لازالت لوحتك مفتوحة للكثير من التأويلات ولازلت تصور من خلالها نبضات روحك وجروحك بالذات .. قد يكون جوابي الذي تقدم هو جوابك أيضا عن تلك التساؤلات
Views: 2









