في جلسة جديدة لصالون محمد عزوز الأدبي – سلمية
نعى رئيس الجلسة المنعقدة مساء أمس الثلاثاء 24 أيار 2022 في بدايتها الشاعر الكبير مظفر النواب الذي رحل في 20 أيار 2022 متحدثاً عن تجربته وعن عذاباته وشارك الحضور في تقديم صورنه الناصعة والحديث عن محبته لسلمية وإقامته فيها فترة من الزمن . كما وجه تحية لروح الباحث ابراهيم ونوس الذي تصادف ذكرى رحيله الرابعة هذه الأيام ، وقدم بعد ذلك باقة من أخبار الثقافة والأدب ، كما قدم المسرحي محمد الشعراني باقة من أخبار المسرح في منابر الوطن ، وقدم الباحث نزار كحلة قراءة مقتضبة في كتاب ( الحرف والصناعات في مصر الإسلامية منذ بداية الفتح الإسلامي وحتى نهاية العصر الفاطمي ) للباحث السيد طه السيد أبو سديرة .
في آراء الحضور بكلمة ( الوطن ) المقترحة من الشاعرة ثناء أحمد جاءت العبارات التالية ( البيت الدافئ – الهوية – الأم – الإنسان – زمرة الدم – جغرافية الانتماء – الكرامة ) وفازت بالأغلبية عبارة ( الهوية ) وكلف صاحبها الباحث حسن القطريب باختيار كلمة الجلسة القادمة ( الانتماء ) .
ثم كان محور الجلسة مناقشة مجموعة ( في حضرة الغياب ) الشعرية للشاعرة ثناء أحمد التي بدأها الشاعر سامر اسماعيل بعبارته ( قصائدها نصوص تشابه الشعر أو قريبة منه ) وهي متطورة عن نصوص مجموعة ( اللون الأحمر ) وخاصة فيما يخص التخلص من القافية ، والشرح لم يغن الديوان ، غاب التكثيف وثمة جمال في بعض الصور ، الضباب الكثيف أضاع الجمال في بعض القصائد ، الثقافة لم تخدم النص عند الشاعرة .
المسرحي محمد الشعراني اعتبر أن القصائد الطويلة تحمل بناء شعرياً جيداً كقصيدة ( إلى ناقد ) وفي القصائد الأخرى صور جميلة ، هناك إنزياحات لغوية جميلة ، وواضح أن القصائد لا تنتمي إلى الفترة الزمنية نفسها ، هناك نصوص قلقة قصيرة .
الشاعرة ميساء سيفو بينت أن هناك تطور واضح عند الشاعرة وخاصة فيما يخص تخلصها من السجع ، والنصوص هنا أعمق صورة وفكرة ورمزية ، موفقة في اختيار نص ( يا بحر ) على الغلاف الأخير ، هناك صور جميلة في النصوص ، ومخزونها الثقافي موظف فيها ولكن ليس كما يجب ، عناصر الطبيعة موجودة ، استعملت الحكمة بشكل مباشر ، اتكأت على النص الديني ، وعبارات جزلة أثقلت النصوص ، والنهايات مقيدة وغير مفتوحة .
القاص محمد عزوز : أشار أيضاً إلى تطور واضح في نصوص المجموعة عن سابقاتيها ، والنصوص ليست في سوية واحدة ، الإهداء جميل وكذلك النصوص الأولى ، تراجعت الشاعرية في نصوص متأخرة ، الشاعرة لاحقت الفكرة وضمنت قصائدها بعض الصور الجميلة ، استخدمت اشتقاقات لغوية وحاولت التقفية في بعض النصوص ، واستخدمت عناوين سبقها غيرها إليها ، تناص مع النص الديني ، امتلك نص ( وطني ) جمالا مميزاً في كثير من مقاطعه ، ضرورة تصحيح بعض الأخطاء رغم أنها قليلة .
المسرحي علي اليازجي اعتبر أن الفرح غائب عن نصوص المجموعة ، فصور الكآبة والحزن والقهر والخيبة هي المهيمنة ، وقدم آراء في كل نص على انفراد مستخلصاً ما وصله من كل نص ، وأشار إلى تكرار غير مستحب في مفردات بعض القصائد .
الشاعر حسن نعوس أشار إلى أن الشاعرة تملك زخماً لغوياً واسعاً بدليل مفرداتها ، وأن صورها في النصوص وافرة ، وهناك أيضاً مفردات صعبة وغريبة ، معتبراً أن نص ( إلى ناقد ) هو أجمل النصوص .
الباحث حسن القطريب بنى نصاً إبداعياً مستنداً إلى ما أعجبه من صور الشاعرة ، دون أن يغفل الإشارة إلى غنى تمتعت به هذه النصوص .
الباحث نزار كحلة أشار إلى نصوص جميلة للشاعرة في بدايات المجموعة ، ثم اعتبر أن اللغة الشعرية تهاوت بعد ذلك تحت سندان اللغة السردية ومطرقة المفردات الثقيلة ، دون أن يغفل الإشارة إلى صور جميلة ترد هنا وهناك ، واستهجن بعض الزخرفة الكلامية واستخدام كلمات غريبة ( أورد بعض الأمثلة ) واستخدام أحرف تخدش السمع .
القاص أكرم جاكيش اعتبر أن الشاعرة امتلكت ناصية اللغة ، وأشار إلى تميز في كلمات الإهداء في المجموعة ، الإيقاع الموسيقي خافت في المجموعة مما أثر على حيوية النصوص ، صور جميلة منتقاة بعناية ، إنزياحات لغوية رشيقة ، الجمل مترابطة المعنى ، وحدة الموضوع ودقة التعبير في معظم القصائد ، وأشار في النهاية إلى توظيف جيد لبعض الرموز التاريخية .
الشاعر تامر سفر : اعتبر البداية حزينة ، وإبهام في بعض النصوص ، مشيراً إلى تميز واضح في نص ( وطني ) .
الناقد فائق موسى : في المجموعة انقلاب على القيم الجمالية التي أسست للشعر العربي ، عنوان يجمع بين المتناقضين الحضور والغياب ، عناوين فرعية تنوعت في دلالاتها ، النصوص تحمل معاني القسوة كما في نص ( يا بحر ) وتخفف القسوة بنصها اللاحق ( المحبة ) ، تفكيك وبناء هندسي مقطع للنصوص وتوزيع عشوائي للكلمات ، استخدام نقاط متتالية في كثير من النصوص وكذلك استخدام الأحرف الممدودة ( هندسة صوتية ) ، الشاعرة مغرمة بالخيال والتخييل عن طريق الإنزياحات بأنواعها ( أورد أمثلة ) ، استخدام اشتقاقات غريبة وكلمات خارجة عن المألوف ، استخدام التناص في نهايات بعض قصائدها ، وتوظيف بعض الرموز التاريخية والأساطير .
رد الشاعرة ثناء أحمد : بعد شكر الجميع على الاهتمام والإضاءة الجيدة لبعض النصوص وضحت التالي : ( أعود للنصوص كثيراً بعد كتابتها ، أستخدم النفي والجزم دون أن أعلم سببه لا أحب النهايات المفتوحة للقصائد ، ديواني الأول كان نتاج كتابات سابقة ، النصوص غير متقاربة زمنياً ، أستخدم الإشتقاقات اللغوية متعمدة ، غياب الفرح حالة عامة في القصائد ، قصيدة النثر معروفة بالسردية وهي غير الحكائية أو التي تظهر في الخاطرة ، حاولت في الشكل أن أخدم الفكرة أيضاً ، الإيقاع الموسيقي خافت فعلاً ، معاني القسوة طبيعية والعشوائية ضرورية ، والهندسة الصوتية مقصودة ) .
وانتهت إلى ( هذه لغتي وهذه هويتي في الكتاب ) .
اختصار ومتابعة : محمد عزوز
تصوير : علي اليازجي
Views: 0









