في صبيحة يوم الجمعة ١٧ جوان ٢٠٢٢ انتقل مجموعة من أعضاء النادي الأدبي * مجالس همس الموج * من تونس العاصمة إلى مدينة قابس في الجنوب الشرقي للبلاد التونسية وهم على التوالي : الشاعرة * سونيا عبد اللطيف * رئيسة النادي و الشاعرة * كوثر بلعابي* و الشاعر * عادل الزارعي * عضوا النادي.. في رحلة مسافتها المكانية ٤١٠ كلم و مسافتها الزمنية ٦ ساعات للاحتفاء بأديب قابس الأستاذ *مصطفى يحي : ابو جمال * و تكريمه في مدينته و منشئه..
كانت الرحلة مضنية في درجة حرارة تجاوزت ٣٧ د و لكن خفف مشقّتها نبل المقصد و مكانة الأديب المكرم و كذلك جمال قابس و خليجها حيث العناق البديع بين الواحات و البحر..

وجدنا الأديب مصطفى يحي في استقبالنا بحفاوة أهل الجنوب.. و قد تجشم عناء نقلنا بسيارته الخاصة طيلة إقامتنا في قابس.. أخذنا في زيارة إلى منزله المميز رغم بساطته بحديقة شاسعة مزدانة بمختلف انواع الورود النادرة و الأشجار الغابية و المثمرة و بأثاث فاخر موغل في القدم و العراقة حتى اننا شعرنا و نحن نجول بين غرفه و كأننا في متحف.. خاصة و قد اشتملت غرفة الجلوس على جملة من الهدايا و الشهائد و الدروع و اللوحات التكريمية التي تترجم عن تاريخ ادبي زاخر و سخي لأديبنا كل شيء فيه كان يعكس شخصية الأديب الأنيق ذوقا و حرفا .. بعد الغداء في مطعم * الملك الأزرق * ذهبنا إلى نزل * الرحمة * لتسلم غرفنا و أخذ قسط من الراحة قبل الاستعداد للأمسية الأدبية..
عند الرابعة عصرا اتجهنا نحو المكتبة العمومية الجهوية التي وقع إعداد إحدى قاعاتها خصيصا لاحتضان الأمسية الأدبية.. فوجدنا أصدقاء اديبنا في انتظارنا..
كان بينهم المندوب الجهوي للثقافة و رئيس المكتب الجهوي لجمعية المتقاعدين و الروائي المعروف * عبد القادر اللطيفي* و الممثل الجهوي لمنظمة حقوق الإنسان بقابس و عدد من الأدباء و المثقفين بالجهة.. ثم التحق بالمجلس بعد ذلك وفد من شاعرات جزيرة جربة الساحرة بقيادة الشاعرة الجميلة * ربيعة مارس*..
كان الجو مؤنقا و مؤنسا و التفاعل عفويا بين الشاعرة * سونيا عبد اللطيف * و هي تدير المجلس و تقدم السيرة الذاتية و الأدبية للأديب * مصطفى يحي * و بين أصدقائه و هم يتحدثون عن علاقاته بهم و طُرفه معهم ثم بين الادباء الموجودين وهم يقدمون رؤاهم النقدية تجاه تجربته وهو الأديب المتعدد في كتابة الشعر العمودي و الحرّ و كذلك القصة و الرواية.. الباذخ في الكتابة باللغتين العربية و الفرنسية.. الطريف في جمعه بين المفارقات الحياتية و الأدبية.. وهو في الأثناء كان يتحفنا بقراءات شعرية و قصصية من إبداعه الفائق و بشهادات نادرة عن أحداث تاريخية في تونس اهملها التاريخ الرسمي و كان هو شاهد عيان عليها بما انه رجل أمن سابق عُرِف بوطنية و الحزم..
ثم أهدى أعضاء نادي الأدب مجالس همس الموج شهادة التكريم و القلم البرونزي إلى اديبنا لتُختم الأمسية بقراءات شعرية متنوعة للشعراء الحاضرين..

أما السهرة فقد كانت مسامرة خفيفة الظل في منتزه امين في حين جمعتنا أصبوحة اليوم التالي على قهوة قابسية عطرة مضمخة بالحناء و الملوخية في مقهى الشرق..
هنيئا للأديب * مصطفى يحي* الذي سعدنا كثيرا و نحن نرى الق الفرحة في عينيه إذ دأب على تحدى الشيخوخة بفرحة الإبداع المتواصل.. شكرا جزيلا للنادي الأدبي* مجالس همس الموج * على هذه البادرة النبيلة و لجميع الأطراف الذين قدموا يد العون في تنظيم هذه الأمسية : جمعية المتقاعدين بقابس و المكتبة العمومية الجهوية و كذلك سائر الذين اثثوها بحضورهم البديع .. و شكرا جزيلا و خاصا لأديبنا على حسن الضيافة المنقطع النظير

#كوثر_بلعابي
Views: 2









