يُقصد بالمصاداة “إعادة كلام الآخرين”، وقد تكون الإعادة مباشرة أو بعد فترة من إصدار الكلام، وهي تعتبر صفة من صفات 85% من أطفال التوحد الذين اكتسبوا اللغة. وهناك المصاداة المباشرة التي يمكن تعريفها بأنها “تكرار بلا معنى لكلمة أو لمجموعة من الكلمات، قالها للتو شخص آخر”. أما المصاداة المتأخرة أو البعدية فهي “تكرار لمقطع بعد فترة من الزمن”. ويتم التمييز بين المصاداة المباشرة والمتأخرة حسب الفترة الزمنية الفاصلة بين التعبير الأصلي عن الكلام وبين التكرار اللاحق. فالمعالجة التي تتم في المصاداة المتأخرة، تشمل استرجاع المعلومات من الذاكرة طويلة المدى. بينما في المصاداة المباشرة تتم المعالجة في الذاكرة قصيرة المدى. الدراسات التي اهتمت بالمصاداة، قامت بدراسة النقاط التالية:
– إذا كانت الكلمات في المصاداة، تستخدم نفس المعنى المشترك مع أفراد المجتمع. – لها صلة مع موضوع التواصل. – تستخدم بقصد التواصل. – إذا كان الكلمات تضيف معنىً جديداً إلى المحادثة.
– إذا كان سلوك المصاداة، يتدخل بقدرة الطفل على الحضور والمشاركة في أي نشاط تواصلي، أو أي مهمة تعليمية.
– إذا كان سلوك المصاداة، يجلب انتباهاً سلبياً أو انتقاداً مجتمعياً. تقييم المصاداة: يجب النظر للمصاداة على أنها جزء متكامل من وظائف التواصل عند الطفل ومن النظام التواصلي، وعند التقييم يتم النظر إلى: 1
– الظروف الحالية، والظروف التي تسبق المصاداة.
2- هل تظهر سلوكيات التواصل اللفظي، عوضاً عن المصاداة.
3- التطابق بين موقف محدد والمصاداة.
4- إلى أي درجة تفهم المصاداة خلال التفاعل التواصلي، أو تسبب تحدياً للطفل والشخص الذي يتفاعل معه.
5- العلاقة بين المصاداة، والسلوكيات التواصلية الأُخرى. جمع البيانات: التقييم المنهجي لأنماط المصاداة يبدأ بجمع عينة لغوية. يفضل تسجيل فيديو في مواقف متعددة،
ويجب أن يستخدم المتفاعل ما يلي: 1- الروتين اليومي والألعاب. 2- خلق فرص تفاعلية. 3- طلب تواصل تفاعلي طبيعي، بمساعدة البالغين. 4- جمع عينة من مواقف متنوعة تتضمن نشاطات مختلفة. استراتيجيات التدخل: هناك عدد من استراتيجيات التدخل التي تم اعتمادها بناءً على التقييم، وهي متعددة الأوجه في طبيعتها. هذه الطرق تتضمن استراتيجيات تدخل مباشر وغير مباشر. في التدخل المباشر يجب مراعاة ما يلي: 1- التعامل مع المصاداة على أنها تصرف تواصلي طبيعي. 2- المصاداة تسهم في تحقيق أهداف اجتماعية وتواصلية. 3- في النهاية يجب إبدال المصاداة بالكلام لأهداف تواصلية وسياقات متنوعة. الاستراتيجيات غير المباشرة تتضمن، زيادة درجة التواصل، وتنظيم البالغين لشكل التفاعل، وسياق التواصل، والمحيط المحفز، ومن بينها:
1- العمل على تقليل التحديات التي تسبب ارتباكاً أو عدم تنظيم. على سبيل المثال الانتقال بين النشاطات أو الصفوف، خاصة عندما يكون الطفل غير قادر على توقع السلوكيات، أو توقع الآخرين أو قوانينهم في النشاط. حيث وجد الباحثون أن درجة عالية من المصاداة تظهر خلال الأوضاع غير المألوفة.
2- تبسيط مدخلات اللغة، ذلك أن هناك علاقة بين زيادة صعوبة اللغة وازدياد المصاداة. تظهر المصاداة أكثر كلما كان الطفل غير قادر على فهم ما قيل، لذلك يفضل استخدام لغة مبسطة معه.
3- النمذجة: الطفل الذي يقوم بالمصاداة، يعيد ما يقوله الآخرون، لذلك من الأفضل تقديم نماذج لفظية وظيفية تتناسب مع مستوى الطفل اللغوي، لأن إنتاج لغة معقدة يؤدي إلى صعوبات في المعالجة للطفل وصعوبة في فهم معنى الجمل.
Views: 0