فتح عينيه وجد نفسه إنسان يملك ضحكة جميلة وعينان براقتان تشعان بالأمل، في بيئة لا يعرف لماذا ترفضه؟ فمات وهو على قيد الحياة .
إنه يمد ذراعيه لكم ليحظى بضمة مثل التي تمنحونها لأطفال تحبونهم، لماذا تكسرون ذراعيه وتجرحون صدره المفتوح لكم، ذات يوم كان نطفة وعندما خرج للحياة أول ألم حظي به هو انتزاعه من حضن أم لم تتلهف لرؤيته ، وثاني ألم غياب أب يحلم به كسند يفخر به، ويشدّ عضده، إن هذه آلام سترافقه لآخر يوم في حياته، ولا يدري معنى الألم إلا صاحبه.
ألم كأوجاع مرض عضال بغير دواء، مهما حاولت مواساته فلن يَخف أنينه، لأننا لا نحتويه، ونخاف منه ومن جيناته، وكأن جيناته ستكبر وتتحول لوحش مجرم، ما دخل الجينات؟ إننا نسمع عن أبناء يُسيئون لآبائهم بأفظع الإهانات والذل وهم من صلبهم، إنها التربية والاحتواء ما يجعلان منهم أشخاصا صالحين لا دخل لهم بما كان عليه آباؤهم البيولوجيون الذين تخلوا عنهم .
الأطفال مجهولوا النسب تتزايد أعدادهم بشكل مقلق .والمتسبب مُجرمَين قررا عيش رغبتهما دون التفكير بعواقبها او قررا التخلي ومواجهة الظروف برمي طفليهما . ولكنها جريمة أيضا عندما لانجد المُتسبب بالفعل فنُعاقب الطفل ونحمِّله وزر أهله.
من منا استيقظ على هذه الدنيا واختار والديه ونسبه؟
نظرة المجتمع السلبية لهؤلاء الأطفال هي أكثر إجراما وإيلاما لأنه الظلم بعينه. رفقا بالأوراق المتساقطة فخريفهم لاينتهي .. كونوا أنتم ربيع قلوبهم . فجبران القلوب غير مُكلِف.. لكن أجره عند الله كبير.
Views: 3
Discussion about this post