قد تكون من القلائل الذين سمحت لهم الفرصة أن تعلموا أو سمعوا عن الكوتشنغ، وبما أنه من المصطلحات التي باتت تأخذ انتشاراً كبيراً في العشرين السنة الماضية في أوروبا وشمال أمريكا ومناطق أخرى من العالم وأصبح اليوم منتشرا في الوطن العربي وبدأ في الانتشار في سوريا
ومع تزايد وانتشار المعلومات في العالم أصبح من الصعب على الكثير من المدراء والمدرسين وغيرهم أن يكونوا ملمين بكل جديد، لأن التسابق المعرفي أصبح من الصعوبة اللحاق به.
فأنت أمام خيارين: إما أن تستسلم وتبقى على معلوماتك السابقة التي سوف تكون في مهب الريح بعد سنوات قليلة إن لم يكن قبل ذلك أو أن تعارك من أجل التطوير والتحديث والالمام بكل جديد مع صعوبة ذلك في العصر المعلوماتي الراهن حيث أن في عالم تزداد فيه الطلبات والضغوط و الأشغال وتتطلب مزيداً من الأداء و الإنتاجية من المديرين والموظفين و أفراد الأسرة أو حتى أنفسنا .لابد أن تستعين بتدريب منظم , ولأن الطريقة الأكثر فعالية للتدريب هي التعلم التفاعلي مع المواقف بوجود مدرب أو ما نسميه ( كوتش- مستشار شخصي- التدريب بالمصاحبة ).
لنتعرف عليه أكثر ماهو مفهوم الكوتشينغ ماذا يعني وكيف يمكن الاستفادة منه والكثير من التساؤلات تجيب عليها الدكتورة فاتن عبد الكريم الباكير: رئيسة وحدة إعداد البرامج التدريبية في المركز الوطني لتطوير المناهج .. مدربة و أخصائية في مهارات الحياة والكوتشينغ الشخصي والمهني والقيادي وعضو في ملتقى الشباب العربي في لندن.
_ في البداية ماهو مفهوم الكوتشينغ ماذا يعني مصطلح لايف كوتش وما الفرق بين المدرب العادي واللايف كوتش والمستشار
هل هناك ترابط ؟ أو عامل مشترك
_ طبعا هناك فرق بين المدرب واللايف كوتش والمستشار أو الاستشاري
فالمدرب لديه مادة علمية محددة وينقلها لمتدربين بأسلوبه الخاص والاستشاري يبدي رأيه ويقدم خدماته تبعا لخبرته في اختصاص معين
أما الكوتش فهو الميسر والممكّن لشخص ما ليرتب أولوياته ويدير حياته بشكل أكثر انتاجية فليس لديه مادة علمية ولكن يركز على الشخص نفسه ومن خلال أجوبته يوجه حياته بشكل أفضل ودور الكوتش التيسير والتمكين
مفهوم الكوتشينغ أو الكوتش لايف (مدرب الحياة ) هو عملية مساعدة الناس على تحديد وتحقيق الأهداف الشخصية من خلال تطوير السلوك والمهارات التي تؤدي إلى التحكم في حياتنا بشكل ايجابي
- ما الصفات التي يجب ان يتمتع بها الكوتش الشخصي؟
- يجب أن يتحلى الكوتش بمجموعة لا بأس بها من الصفات أهمها الأمانة والصدق والتقبل لعملائه والمرونة وأن يكون لديه تجارب حياتية صادقة أيضا وأن يتمتع بالمصداقية والحزم
- متى نحتاج لجلسات تدريب من هذا النوع؟
- نحتاج جلسات كوتشينغ عندما نشعر بفقدان الشغف وضياع المفاهيم وعندما نمر بتجارب فشل سواء على الصعيد الشخصي أو العملي
- باعتبار أن مفهوم الكوتش الشخصي هو جديد في بلدنا سوريا هل تواجهين تحديات معينة في تعريف الناس عنه
و كيف وجدتي إقبال الناس على هذا المجال وما الفئات الأكثر إقبالا على تعلمه؟.
- طبعا وبشكل كبير في بداياتي إذ هناك خلط كبير بين علم الطاقة والكوتشينغ وكنت أجيب على أسئلة كثيرة تخص الكوتشينغ لتوضيح مفهومه للأشخاص , في البداية حقيقة لم يكن هناك إقبال كبير ولكن مع التوضيح أكثر حول مفاهيم الكوشينغ وبعد عدة تجارب ناجحة أصبح أكثر انتشاراً وأصبحت جلسات الكوتشينغ ملجأ للكثيرين
_ كم من الوقت او المساحة التدريبية التي يحتاجها المتدرب ليحصل على لقب الكوتش ويصلح ليكون مدربا بهذا المجال؟ فهناك خلط بين الطب النفسي وعلم الطاقة ومصطلح الكوتشينع ماذا تخبرينا اتجاه هذا الامر ؟
وما المحصلة التي سيصل اليها المتلقي في نهاية ختام كوسات الكوتشينغ بانواعه ؟ وختاماً كلمة توجهيها للسيدات من خلال تجربتك الشخصية ؟
_ حقيقة لقب كوتش يحتاج إلى برنامج تدريبي متكامل وأهم شيء أن يكون لديه تجارب شخصية ناجحة لأن الكوتشينغ يعتمد بشكل كبير على الوعي الذاتي والتجارب الحياتية و طبعا هناك خلط وجدته عند الناس ولكن الكوتشينغ يتعامل مع الناس العقلاء الطبيعيين والذين مروا بتجارب من الفشل ويركز الكوتش على الحاضر واللحظة أمام الطب النفسي يعالج الماضي وعقد الطفولة وقد يلجأ إلى العلاج بالدواء بعكس الكوتش وعلم الطاقة يختلف كليا عن الكوتشينغ من خلال مفاهيمه وأسسه..
_ حقيقة سيحصل المتلقي أو العميل على حياة أكثر جودة وإنتاجية ومنظمة بحيث يحدد أولوياته وأهدافه ويوصفها ويبدأ بإنجازها وفق خطوات مدروسة وبوعي ذاتي ليحب نفسه ويتقبلها ويقدرها ويشعر بالرضا الذاتي
وأقول لكل سيدة كوني واثقة أنه لاأحد سيغير شيء في حياتك إذا لم تتخذي أنت قرار التغيير .. انت وأقصد هنا التغيير الإيجابي الذي يجعلنا نحب العمل الذي نمارسه ..
لا تأخدي قيمتك من أحد ولا تدعي أحدا يؤذيكي هذه النفس أمانة والله أوصانا فيها ف صوني هذه الأمانة
وخدي القرار وابدأي من اليوم.
احجزي جلستك وكوني أنت التي لاتشبهين أحد كوني أنت وبنسختك المطورة وأنجزي يا سيدتي..
في الختام أشكرك أستاذة نور على إتاحة هذه الفرصة لأعرّف عن نفسي وعن اختصاصي وطبعا أتمنى من كل سيدة أن تحصل على الوعي الذاتي لتحب نفسها بالدرجة الأولى كي تستطيع بالمقابل ان تمنح الحب لغيرها.
Views: 38
Discussion about this post