تعتبر المهارات ما قبل اللغوية من أهم المواضيع التي يهملها الأهل أو يتعاملون معها بأهمية أقل من غيرها،تحدثنا دانيا بن خضراء اختصاصية تقويم نطق ولغة : فعند النظر لتطور الطفل، رغم أن التواصل في العلاقات الإنسانية يشبه التنفس عند الإنسان، كلاهما يهدف لاستمرار الحياة. والكلام لا يأتي فور الولادة، بل هناك مراحل يجب أن يمرّ بها الطفل حتى يصل لإنتاج الكلام، وهي ما اصطلح على تسميته بـ”المهارات ما قبل اللغوية”، والتي تمهد للكلام في مرحلة لاحقة من عمر الطفل.
هرم يمثل مراحل التطور الأساسية عند الطفل حتى يتم الوصول لإنتاج الكلام
وهناك أربع مهارات تسبق ظهور الكلام عند الطفل:
1-)الانتباه Attention:
هو الفترة التي يستطيع فيها الطفل التركيز على موضوع معيّن، أو القدرة على اختيار شيء مثير مناسب للتعلّم.
وفي المقابل فإنّ تشتت الانتباه يعني:الوضع الذي يتجه فيه الإنتباه لموضوع لا يتلائم مع النشاط، أوضعف قدرة الطفل على التمييز بين ما هو ضروري وما هو غير ضروري.
ويمكن تقسيم الانتباه إلى عدّة أنواع:
- الإنتباه القسري: يتجه الانتباه إلى المثير رغم إرادة الفرد مثل الإنتباه إلى ضوء خاطف أو ألم مفاجئ.
- الإنتباه الإرادي: هو الإنتباه الذي يقتضي من المنتبه بذل جهد قد يكون كبيراً.
- الإنتباه الإنتقائي: هو انتباه الفرد إلى شيء يهتم به ويميل إليه.
ومن الوسائل المساعدة على زيادة الانتباه عند الطفل نذكر:
- تغيير مكان الطفل في حال وجود ما يشتت انتباهه كصوت أو حركة.
- التدريب لفترات قصيرة يتخللها فترات استراحة.
- تقليل عدد الكلمات التي نقولها.
- إعطاء الطفل فرصة للاستراحة أثناء التدريب.
- الاتصال البصري مع الطفل.
- تقليل تناولالمواد التي تحتوي على نسب عالية من السكر.
2-)التواصل البصريEye Contact:
هو إقامة تواصل بين عينيك وعيني الشخص الذي تقابله، فالتواصل البصري مهم لتعليم اللغة لأنّه يعلّم الطفل تبادل الدور وفهم المشاعر التي تبدو على وجوه المحيطين به، والذين يتكلمون معه ويكتسب منهم اللغة.
أعراض ضعف التواصل البصري:
- لا يستجيب الطفل عند مناداته باسمه.
- ضعف في الانتباه والتركيز على الأشياء والأشخاص.
- ضعف في التتبع البصري للأشياء المتحركة.
خطوات تعليم التواصل البصري:
- وجّه وجه الطفل من خلال رفع لعبة يحبها بجانب وجهك.
- استخدم دُمى وألعاباً مضحكة، ضع الدمية عند وجهك واعمل محادثة مع الطفل باستخدام الدمية.
- ارتدي نظارات مضحكة أو ملونة لتجذب انتباه الطفل.
- من الممكن الاكتفاء تعليم الطفل تتبع حركة المدرب بدلاً من التواصل بالعين.
- شاهد مع الطفل فيديوهات تحتوي على محادثات أو أغنيات.
- دع الطفل يرسم دوائر على وجوه الأشخاص في الصحيفة أو المجلة.
- ضع المعززات التي ستقدمها للطفل أمام عينيك لجعل الطفل ينظر إلى المعزز وإليك مع تكرار المحاولة عدّة مرات.
- حفّز الطفل على النظر باتجاهك عندما تناديه باسمه.
3-) التقليد Imitation:
هو اتباع الإنسان غيره فيما يقول ويفعل، حيث يكون الهدف إحداث تغيير في سلوكه، وإكسابه سلوكاً جديداً.
فوائد التقليد:
1- إكساب الطفل سلوكيات جديدة لم تكن موجودة لديه من قبل.
2- تقليل أو زيادة السلوكيات الموجودة سابقاً لدى الطفل.
أنواع التقليد:
- تقليد حركي (مثال: التصفيق).
- تقليد استخدام الأشياء (مثال: استخدام الهاتف).
- تقليد حركات الوجه (مثال: إغلاق العينين).
- تقليد أصوات وكلمات الآخرين (مثال: الأصوات الكلامية).
كيف نعلّم التقليد:
1- نموذج حيّ: تقدم بتأدية السلوكيات المستهدفة بوجود الطفل، ولا يطلب من الطفل تأديتها وإنما مراقبتها فقط.
2- نموذج مصوّر: يقوم الطفل بمشاهدة سلوك النموذج من خلال أفلام أو صور.
3- نموذج من خلال المشاركة: يقوم الطفل بمراقبة شخص يقوم بالحركة أولاً، ثم يقوم بتأدية الحركة بمساعدة وتشجيع المدرب، وأخيراً يؤدي الاستجابة بمفرده.
4-) التصنيف classification:
هو القدرة على تجميع الأشياء أو الوحدات في مجموعات، وفقاً للتشابه أو الاختلاف، بحيث تتضمن كل مجموعة وحدات ذات خواص أو صفات مشتركة، ويبدأ اكتساب هذه المهارة من عمر 24 شهراً.
أشكال التصنيف:
– تصنيف حسب وظيفة الشيء: مثال: أدوات الطعام، وسائل المواصلات.
– تصنيف حسب صفات الشيء: مثال: لون، شكل، حجم.
– تصنيف حسب العلاقات التي تربط بين الأشياء: مثال: قلم مع دفتر، صحن مع فنجان.
ومما سبق نرى أنّه كلما كان تطور الطفل طبيعياً في المهارات ما قبل اللغوية، كان تطوره سريعاً في اللغة الاستعابية والتعبيرية.
Views: 0
Discussion about this post