فنان متعدد المواهب
– الفن هو ما يخرجه الفنان المبدع من عالم الخيال إلى عالم الحس ليبعث في النفس الاعجاب. من خلال ابتكار أنماط وأساليب على الزجاج والمعدن والخشب بنقش وزخاف الأرابسك والأشكال الهندسية والكتابة بالخطوط العربية التي تبهج النفس وتشرح الصدر وتثير الشعور بالجمال لدى المتلقي.
الفنان قبس الحاج فرج منذ صغره عمل في مهنة النجارة والخشب بحكم هذه المهنة التي توارثها عن أجداده ووالده وأعمامه وأخواله في سوق النجارة ( الخشابة) بدير الزور . كل شيئ في المكان ينتقل بالميراث من جيل إلى جيل ، يسلم كل جيل من هؤلاء الحرفيين والفنانين الفطريين خبرتهم ووقتهم إلى الجيل الذي يليه الذي يتوارث أسراره ، فجده المرحوم ( حمزة العرفي) كان من أوائل الذين مارسوا هذه المهنة منذ بداية القرن العشرين وأحد المؤسسين لسوق الخشابة بدير الزور، هذه المهنة توارثها أولاده وأحفاده…..
فكان حب الخشب وصناعته استولى على الفنان قبس وموهبته الفطرية من خلال صنع المجسمات وألعاب متنوعة من هذه المادة . تابع بشغف بصنع الكثير من الأعمال وطورها بإسلوب فني وصقلها بشكل علمي وأكاديمي بدراسته في معهد الأعمال اليدوية بدمشق ، تعلم من خلاله فن الرسم والتصوير والنحت والخزف والسيراميك والزخرفة والطرق على النحاس وكان من الطلاب المميزين في مادة النجارة ، ميوله لمادة الخشب التي عرف أسرارها منذ الصغر كانت طريق احترافه لأعمال الخشب والحرق عليه ويعود الفضل الكبير إلى المرحوم والده وأستاذه المرحوم محمد ثاني الفرج ( أبو رامي) الذي كان مشرفاً ومعلماً وموجهاً لمعظم أعماله ، فكان له الآثر الأكبر ببروزه في مجال الحرق على الخشب …فأنجز أعمالاً كثيرة بالحرق على الخشب والحرق على القرع والحفر عليه وتعامل مع الزجاج والخزف والسيراميك وجلود الحيوانات والقماش….حيث أدخل تقنية مزج اللون مع الحرق ، وتلبيس بعض الأعمال لورق الذهب والفصة والنحاس على الخشب ، تحمل الكثير من الطابع الفراتي والبيئة الفراتية والحارات الدمشقية والايات القرأنية ..وكانت أحب الأعمالالتي برع فيها مابدعه على ( المخامر) التي يستخدمها أهل الدير وريفها لحفظ الخبز . تتحول قطع الخشب بين يديه إلى تحف فنية شدشدة الدقة وتقنية الابداع تبرزالتفاصيل بخطوط منحنية مدروسة برقة تتعانق وتفترق مليئة بالحس والجمال بلمسات فنية تضيف الحيوية والدهشة مكوناً طابعاً فنياً متميزاً بالأصالة لا يخلو من الابكار والتجديد ، تجمع بين الموتيفات اللونية والزخرفة العربية في إطار جماليات الشكل للوصول إلى قيم فنية تترك أثراً فسمستوى التذوق الفني والحس الجمالي لدى المتلقي . فنلاحظ في أعماله الجهد الفني والتقني المبذول الذي يتطلب الصبر والدقة بالأداء والتركيز العالي من خلال الحرق على الخشب ، بالاضافة إلى الخيال المبدع في دراسة التكوين اللنائي والبحث عن علاقات لونية تبرز أثر هذا التكوين وعمقه وجمالياته ، مستفيداً من البيىة الفراتية والتراث الشعبي ومحاولة التوفيق بين العناصر التسكيلية الموجودة بزخم وغنى هذا التراث وسكل اللوحة . يستخدم فيها المساحات الهندسية المنظمة والملونة بألوان متقاربة وتفصلها حدود واضحة فيها الكثير من اثارة الدهشة والمتعة والاكتشاف ويتخول العمل إلى تحفة فنية بديعة بزخرفها وروعة جمالها ورقتها ، تعتمد على التماثل والتكرار والتقابل والتنويع قريبة من الارابسك ، أبدع فيها الفنان قبس لعب فيها الظل والنور دوراً جميلاًومؤثراً. حرصه الدائم على ثنائية الشكل واللون دفعه إلى النجاح والاستمرار بعشقه لهذا الفن انعكست على مجمل أعماله طابعاً زخرفياً بأداء متقن مع التكوين البنائي المتماسك الحافلة بالقيم الفنية والجمالية .



وكان له الشرف بوجود عدد كبير من لوحاته على جدران مساجد دير الزور ..وكان له فضل ودور كبير في نشر هذا الفن الجميل من خلال تدريسه لمادة الحرق على الخشبفي المدرسة التخصصية للأنشطة الشبيبية لمدة عشر سنوات متتالية ، فكان أول مدرس لمادة الحرق على الخشب . بالاضافة إلى تدريسه لمواد فنية كعجينة الورق والسيراميك والأعمال اليدوية ….والفنان قبسيحمل الوفاء لمن له الفضل في نجاح تجربته الفنية من والده الى أصدقائه منهم الفنان المبدع لؤي بدور الذي كان يشجعة باستمرار وكذلك المرحوم ( أبو رامي) معلمه الحقيقي….
الفانان أبو يوسف المبدع دائم الجهد والبحث لبلورة شخصيته الفنية ، يسعى من خلالهاأن يكون علامة فارقة في الفن التشكيلي وهذا الفن الجميل في اطار الأصالة والصدق والابتكار.
– الفنان قبس يوسف الحاج فرج /دير الزور / ١٩٧٣
-متزوج وله ولدان وبنت .
-خريج معد الأعمال اليدوية بدمشق ١٩٩٤/ مدرس مادة الفنون بدمشق.
-عضو لجان تحكيم وتقيم لرواد الطلائع بدمشق ودير الزور.
-شارك في العديد من المعارض الفنية الفردية والجماعية منذ عام ١٩٩٤
-معارض مشتركة مع العديد من الفنانين الكبار بدير الزور ومعاض نقابة المعلمين ومومعاض مشتركة خارج القطر في عدد من الدول ..
-معرض فردي بدمشق عام ٢٠١٦ …والمشاركة في أعمال الديكور لبعض الفعاليات والمهرجاناتبدير الزور ودمشق .
اتبع دورات مركزية في مجال الحرق على الخشب والخزف والزجاج وعجين الورق .
– شارك في مسابقة حلوة يابلدي على مستوى وزارة التربية لمدرسين الفنون بالقطر …أجرى العديد من المقابلات التلفزيونية في منزله ومرسمه للتعريف بفن الحرق على الخشب….
خليل عبد اللطيف
Views: 0