سوسن إبراهيم شاعرة سورية تكتب قصيدة النثر.. تستقل مراكبها وتختار أشرعتها بعناية فائقة.. فترسم صوراً غاية في الجمال والدقة والاحترافية حين تستهل قصائدها بالدهشة.
قرأت مجموعتها الصادرة حديثاً ( مزن فوق السحاب) وأعجبت بها أيما إعجاب..
تقول في قصيدة ( دعوة إفطار)..
((حدثتني عشتار قصصاً في المأدبة
سجدتُ لها عمرَ حضارةٍ
وأجهشتُ بالبكاء
فوضعتُ شقائقَ النعمانِ قرب نعشي… أنتظرُ الحقيقة))
هذا الفخر المجبول بالحزن الموجع يجعل المتلقي يقف طويلإ أمام تلك الصورة الحسية في النص.
وفي قصيدة ( مددتُ يدي) نرى الدهشة تتجلى في أول سطرين من القصيدة.. إذ تقول..
((مددتُ يدي للفرح
فمزق ثوبي المعلق بالوجع
واستراح الجوع من أمعائه الغليظة
سترتُ عورة الحزن بفرحةٍ
وضحكةٍ بريئة))
هذه الصور الجميلة المتتالية في النص الواحد توصلكَ إلى بحر التأمل الواسع والأفق اللامحدود بانسيابية مموسقة.
وتستمر ( سوسن إبراهيم ) في مجموعتها الشعرية على هذا السياق في جميع قصائدها البالغة تسع وتسعين قصيدة.. وأغلب هذه القصائد كُتبت على صفحة واحدة بنصوص قصيرة مما يدل على تكثيف الصورة في النص الواحد وهذا هو المطلوب في النص النثري.
كل التوفيق للشاعرة سوسن إبراهيم في مجموعتها الأولى وهي تضع خطوتها الصحيحة الواثقة على درب الشعر.
الدكتور
جليل البيضاني
اللاذقية /سورية /20/7/2022
Views: 1