بقلم ألمى حلواني
احتفال رسمي خصص له يومٌ ضمن التقويم، وفرُدت له مساحاتٌ مهمة في وسائل الإعلام. ابتسامات وورود وكلمات وقصائد تحتفي بإنجازاتٍ كبيرة تمت لتطوير حياة نصف المجتمع!
جلّها مجرد مسرحيات ومشاهد عبثية وديكور يظهر في وقته ثم يوضع في الدرج ليتم إخراجه السنة القادمة. هو يوم يتيح فرصةً لظهور البعض كأبطال يهتمون بقضايا إنسانية، عبر طقوس مكرورة تختزلها الجملة الهزيلة الباهتة “لقد أحرزنا تقدمًا هائلًا وخطوات واضحة في تعزيز دور المرأة في المجتمع”.
هو مثل ورق الهدايا اللامع الذي يغلف صندوقًا قديمًا تالفًا، مليئًا بالظلم والإهمال والتسلّط؛ لمعظم نساء العالم حصة في ذلك الصندوق إلا أن مجتمعات العالم الثالث لها النصيب الأكبر!
فحتى على نطاق الصعوبات هناك تفاوت، نساء يواجهن التمييز الأجوري، تقييدات الحقوق الأساسية، تضييقٌ في المناصب السياسية، عدم المساواة في الفرص الوظيفية ووو. ونساء أخريات مغتربات يواجهن التحديّات الاجتماعية وإثبات الذات والحفاظ على الهوية الثقافية أو الدينية والسعي للحصول على مقعد مهني أو دراسي ووو.
أما البطلات الحقيقات هن اللواتي يقبعن تحت مظلة مهترئة في بلدان لحكومات نائمة، قصصهن مختلفة تمامًا، مزيج مؤلم من عوز صحي ومادي وعاطفي واجتماعي، يعشن بلا كتف ولا دعم ولا سند. هن العيد الحقيقي، هن الورود والشعارات البرّاقة واللافتات الملونة.
لكن إحقاقًا للحق…..
هنا في هذه البلدان ذات الشعوب المسحوقة، لا تظلم المرأة فقط بل يشاركها القهر أطفالها وزوجها ووالديها. هنا حيث الألم يطال الجميع بلا استثناء، لا مكان للاحتفال بعيد المرأة العالمي ولا بأعياد صُنعت لتجميل مؤقت يدوم بضع ساعات!
Views: 1
Discussion about this post