نفحات القلم -جنان وكيل
تدور أحداث الفيلم الأمريكي “العلاج/ The Cure” الصادر عام 2020، حول تعرض سكان العالم في المستقبل القريب لفيروس غامض ومميت لا علاج له يهدد أمان البشرية، وتكمن الطريقة الوحيدة للتصدي له في مصل مؤقت يستمر مفعوله مدة 24 ساعة.
ويفتتح المخرج العمل بلقطات سريعة حماسية، ليظهر طبيب يتشبث بحقيبة علاج في يده، ويركض بهلع وخوف شديد ويصرخ على الهاتف لقد مات الجميع في المختبر السري.
وفي غضون لحظات، أثناء قيادته السيارة، يتوقف بشكل مفاجئ، ويعترض طريقه جماعة إرهابية مسلحة، ليحطموا زجاج المركبة، ويعمدون إلى سرقة حقيبة الخلاص من حوزته.
وتبعث الأجواء العامة على التوتر والقلق والتشنج، ليضعنا المخرج في ذروة الحبكة، ونشهد نشوء صراع بين جهات عدة بهدف الاستحواذ على حقيبة العلاج.
وتتصدى منظمة سرية للفيروس بعد إصابة ابنة أحد قادتها، ويبدأ السعي المحموم لاستعادة العلاج وإنقاذ البشرية، ليكشف تسلسل الأحداث عن خفايا غير متوقعة، وتتضح صورة الدوافع الخفية للمنظمة.
وتتضارب المصالح، لنشهد صراعا بين المصلحة العامة وإنقاذ أرواح الناس، وبين خيار الخلاص الفردي وإنقاذ ابنة القائد على حساب حيوات الناس الأخرى. وهنا يبين المخرج أن الدواء جاء بمثابة خلاص وكنز عظيم للبشرية فمن يصل إليه أولا يفوز بمعركة البقاء.
ونستنتج من الأحداث أن الإنسان يبقى محافظا على إنسانيته طالما أنه غير معرض للخطر، ولكن حين تحدق به الكارثة، يتحول إلى كائن مستعد للقيام بأفعال إجرامية خارجة عن إطار الإنسانية؛ من أجل الحصول على تذكرة إضافية للبقاء على متن مركبة الحياة.
وتتصاعد أحداث الفيلم حين تقرر الجماعة الإرهابية التدخل مدعومة بعربات مصفحة تحمل على متنها محاربين مسلحين، لتتحول مهمة جلب العلاج إلى فخ مميت ونشهد مجازر ومعارك وحشية، يسقط ضحيتها العشرات.
وترتفع وتيرة مشاهد الحركة بشكل ملحوظ، ليصور المخرج تصادم السيارات ببراعة مذهلة، في أجواء من المطاردات المحمومة، وتصوير أدق تفاصيل العنف المتبادل.
وأصاب المخرج في طرح رؤيته الفنية، فنرى تحطم بعض المركبات إلى أشلاء بانفجارات هائلة، في حين تطير مركبات ثقيلة في الهواء، وتتفكك أخرى إثر سقوط الصخور وانهيار الجبل.
ونستشف من خلال العمل استغلال زعيم القوات لأشخاص عدة مقابل جلب العلاج، لنلاحظ الغدر والنفاق ونصب الكمائن، ما يعزز مفهوم البقاء للأقوى ولصاحب النفوذ الأعلى.
ووقع الفيلم في مطب التكرار، إذ أعاد المخرج مشاهد تصادم السيارات طوال الوقت، وأشار مشاهدون إلى أنه ينحدر في مسار تسويقي تجاري، إذ ظهرت أفخم السيارات وأحدثها، بطريقة لافتة توحي بمادية العمل.
وتخلل سيناريو الفيلم مواطن ضعف عدة، إذ افتقر للبساطة والتركيز على معاناة الناس في ظل الوباء، فضلا عن غياب البطل المحوري، ليستند العمل إلى البطولة الجماعية، دون التركيز المطلوب على الشخصيات وماضيها ودورها.
وجاءت حركة الكاميرا سريعة، والإضاءة طبيعية مريحة للعين والكوادر سحرية متنوعة بين الطبيعة الخضراء والجبال الشاهقة والمناطق الصحراوية.
أخرج الفيلم أحمد أتالاي، وصوره سينمائيا آرون كرافت، وألف موسيقاه سارة كيريجان ويويشيرو أوكو، وشارك في بطولته أحمد أتالاي، وإيفانجلين كريتندن، وماشود ألام، وبارادوس بولاك.
Views: 1