قصة طبق حراق إصبعه
تحكي الرواية التي يتداولها السوريون وخاصة أهالي العاصمة دمشق التي تعد هذه الأكلة أساسية على موائدهم، أنه كان هناك امرأة فقيرة قبل نحو 300 عام، زوجها متوفّى ولديها من الأولاد صبي وبنت، وكانت المرأة تعمل في تنظيف بيوت الأغنياء لكسب قوت يومها.
وتضيف الرواية أنّ هذه المرأة كانت تأخذ مالها الذي تكسبه من العمل معها أينما ذهب خوفاً عليه من الضياع، وفي إحدى المرات طلب منها تاجر توابل تنظيف منزله فقامت بذلك، وعندما انتهت قامت زوجة ذلك التاجر بإعطائها أجرها إضافة لإهدائها شوالاً من العدس ورطلاً من التمر هندي.
وفي طريق عودتها تعثرت المرأة الفقيرة ووقعت على الأرض، ومن دون أن تنتبه سقطت منها محفظتها القماشية التي تحوي كل ما جنته من عملها.
وعند وصولها للمنزل اكتشفت المرأة أنها أضاعت النقود فأصيبت بالحزن كون هذا المال هو كل ما تملكه لشراء طعام لأولادها اليتامى.
بعد ساعات بدأ طفالها في البكاء بسبب الجوع، ما اضطرها إلى سلق بعضٍ من العدس الذي أهدتها إياه زوجة تاجر البهارات، وخلطته مع معصور تمر هندي في محاولة منها لتغيير طعم العدس وإضفاء نوع من الحموضة عليه.
وبعد الانتهاء من تحضير الطعام الجديد، همّ أحد أطفالها بلمس الطعام بإصبعه فحرقه، ومن هذا الموقف سمّته “حراق إصبعه”.
ومع الزمن رويت حكاية هذه المرأة وطفلها في أسواق دمشق، ووصلت لربات منازل الأغنياء اللائي انتابهن الفضول لتحضير هذه الأكلة وتذوقها، فأعجبتهن وأصبحن يطهونها بشكل دائم.
بينما تحكي رواية أخرى أنّ رجلاً شرِهاً مُحِبّاً للطعام، لم يكن يستطيع أن يضبط نفسه وينتظر حتى تقدِّم زوجته الطعام، فتراه دائماً في المطبخ يتذوق الطعام قبل وضعه على المائدة.
وفي مرة من المرات كانت الزوجة تعد طبقاً جديداً من اختراعها، فدخل الزوج على عادته ووضع إصبعه بالقدر ليتذوق فحُرِقت إصبعه.
وعندما دخل ابنهما ليسأل عن الأكلة، ظنت الأم أن ابنها يسأل عما حلَّ بوالده فقالت له: “حرق إصبعه”.. فظن الولد أن “حرق إصبعه” هي اسم الأكلة. وتم تداول الاسم من يومها وتحريفه فيما بعد إلى “حراق إصبعه”.
Views: 0
Discussion about this post